ربما يشعر الكثير من العاملين في القطاعات المختلفة بالروتين القاتل والتعب الجسماني نتيجة طول سنوات العمل ويبقى هاجس التقاعد يلوح في الأفق راسما أحلاما وردية ما تلبث إلا أن تتلاشى بعد مرور السنة الأولى من التقاعد وبعد أن يتموقع العامل / المتقاعد بين جدران أربعة ويبدأ ينفصل عن المجتمع العملي وكل منهما يجعل صاحبه في طي النسيان، وفي ظل تلك المعاناة ربما تمسح حفلات تكريم المتقاعدين عنهم شيئا من غبار النسيان الذي بدأ يلفهم والإحباط الذي خيم على محيطهم ليعيد لهم الأمل من جديد ، وتزامنا مع جموع كثيرة من العمال حزمت أمتعتها في هذه الأيام إيذانا بالرحيل من الحياة العملية.

وفي هذا الصدد اقدمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على تكريم 14 متقاعد “مناضل ”  داخل النقابة CdT مساء يوم الاربعاء 22 ماي 2019 في حفل فطور جماعي باحدى المنتجعات السياحية نواحى مدينة الجديدة بحضور السيد علمي خالد لهوير نائب الكاتب العام لل “ك د ش ” واعضاء من المكتب التنفيدي والوطني وحضور اعضاء مكتب النقابة بالجديدة وعدد من المناضلين .

بداية المرحلة يقول نائب الكاتب الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل السيد هوير خالد علمي في كلمة  :» …المتقاعد أيا كان موقعه حمل على عاتقه لواء العطاء لسنوات طويلة ويستحق بعد هذا العطاء أن يكرم كأقل ما يقدم له فهو فخر للمجتمع يجب ألا ينسى و لا نملك إلا الدعاء لهؤلاء الذين تركوا الميدان لكن بصماتهم مازالت باقية و إن التقاعد ليس نهاية المطاف بل هو محطة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمرحلة جديدة، فالميادين التي تمد ذراعيها للمتقاعد كثيرة ومنها المجالات الخيرية والمشاريع المختلفة، فسنوات الخبرة الطويلة تجعل المتقاعد مطمعا للكثير من الباحثين عن الخبرات وهو عرفان لما قدمه المتقاعد طوال فترة خدمته، فتكريم المتقاعد واجب، وعلى كل إدارة أن تلتفت للمتقاعدين عرفانا لما قدموه من خدمات جليلة لسنوات طويلة من الجد والعمل و إن التكريم له عناية خاصة لأهمية الأشخاص المكرمين من خلال اختيار الموقع الراقي وتجهيزه بما يليق بتلك النخبة من العاملين وإن أهداف حفلات التكريم للمتقاعدين تتعدى كونها مجرد يوم وينتهي، فهي ترمز للكثير من المعاني وتذكر باناس لم يتوقف عندهم العطاء لمجرد التقاعد، بل انخرطوا في أعمال تطوعية كثيرة ومن خلال الخبرات التي اكتسبوها قدموا إضافات مميزة في الأعمال الجديدة التي مارسوها داخل مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط .

  وفـي خضم هذا الجو البهيج الذي ساده دفء المحبة والوئــام وزادته عبارات الشكر والثناء في حق المحتفى بهم، رونقا وجمالا ، تناول بعض المحتفى بهم الكلمة للتعبير عما يخالج النفوس والوجدان من تأثر لهذه الحفاوة الكبيرة والتقدير العظيم اللذين خصصهما لهم زملاؤهم في العمل لتوديعهم ،

   في ختام الحفل، تــم تقديم هدايــا تذكارية رمزية للأطر المحتفى بهــا عرفانا بمكانتهم داخل مؤسسة الفوسفاط بالجديدة، وتنويها بأعمالهم طيلة مسارهم المهني الزاخر بالمنجزات ، وعلاقاتهم الطيبة التي نسجوها مع زملائهم وزميلاتهم من نساء ورجال العمل بجميع فئاتهم، ودعي الجميع الى حفل فطور جماعي نظّم بالمناسبة على شرف الحاضرين.

إذ تم تكريم كل من :
ازناك عبد اللطيف
جمالي محمد
الشريف حفيظ
زنيبر منصف
موعابيد رفيق
حساين علي
مهرية حفيظ
ازوكاغ حسن
الكرف عبد الهادي 
بوزكراوي مينة
بنحرارة صلاح الدين
الرميتي محمد 
حجاج أحلام
و المرحوم لعجاج محمد” الذي توفي مؤخرا رحمه الله “

   يشار الى ان هذه مبادرة اجتماعية وإنسانية تقوم بها نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لفائدة العمال ومنخرطيها، في سياق برنامج مكثف ومتميز.

وختاما لما تطرق له الكاتب العام لنقابة ك د ش للفوسفاط اضاف : “سعادتي غامرة لوجودي بينكم ومعكم، وإني إذ أكرر شكري لحضوركم، أتوجه إلى المحتفى بهم بأصدق التهاني والتمنيات، سائلا الله العلي القدير أن يحفظهم لأسرهم ولأصدقائهم، وأن يمن عليهم بالصحة وطول العمر ورغد العيش، إنه من وراء القصد، وبالإجابة جدير “.