نسـاء تـزعمن عصـابـات رجاليـة بدكالـة :إحداهن اقتحمت السجن المحلي لمساعدة أخيها على الفرار

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 06/03/2014 على الساعة 15:43 - 2826 مشاهدة

 

نسـاء تـزعمن عصـابـات رجاليـة بدكالـة :إحداهن اقتحمت السجن المحلي لمساعدة أخيها على الفرار

 

اعتاد الناس على سماع ترؤس الرجال للعصابات، ولم يألفوا سماع ترؤس النساء لها. وتطفو من حين لآخر حالات لنساء “جريئات”، يلجن عالم الانحراف والجريمة من بابه الواسع. فمنهن من تعمل في توزيع المخدرات والخمور ومنهن من تشتغل في مجال الدعارة والفساد، ومنهن من تضطر حتى للقتل لفرض ذاتها وجبروتها على مرؤوسها. 

هذا التحقيق عاد إلى الوراء قليلا ونبش في محاضر الضابطة القضائية التابعة للأمن الوطني والدرك الملكي، وتمكن من إعادة تركيب ثلاث قضايا لثلاث نساء اشتهرن بقيادتهن لعصابات رجالية بثلاثة أماكن بدكالة، توزعت على ترويج المخدرات وصنع وترويج ماء الحياة (الماحيا) وتسيير وكر للدعارة والفساد والسرقة.

 منذ سنوات استطاعت إحدى النساء بدكالة أن تسجل اسمها بـ”استحقاق” في عالم الجريمة، بعد تجنيد إخوتها وأخواتها في حيازة وترويج المخدرات. تمكنت حليمة وهو اسم (مستعار)، أن تنسج خيوط عصابتها وأن تفرض شروطها على المتعاملين معها، وغدت من بين أهم المروجين والمزودين للباعة بالتقسيط. وذاع صيتها وتعرض إخوتها للاعتقال وأدينوا بعقوبات سالبة للحرية متفاوتة المدد. لم يقف مسلسل حليمة عند بيع وترويج المخدرات وتسيير عصابتها، بل خططت لتهريب أخيها من السجن المحلي لمدينة اليوسفية، التي كانت لا تزال تابعة لإقليم آسفي. بعد وفاة أخيها في اشتباك وعراك استعملت فيه السكاكين في شجار ارتبط بترويج الممنوعات، وبعد اعتقال أخيها الثاني والزج به في السجن، فكرت في إيجاد طريقة لإخراجه منه. عرضت الأمر على ابنتها وزوجها، ووضعت أمامهما سيناريوها محبوكا وطلبت مساعدتهما لتنفيذه. وفي اليوم الموعود، امتطت سيارتها رفقة ابنتها وزوجها، وتوجهوا جميعا نحو “احمر” وهي المنطقة التي توجد بها مدينة اليوسفية. وعند وصولهم، طلبت من صهرها التوجه إلى رأس الزقاق الذي يوجد فيه السجن المحلي. وطلبت منه إسكات محرك السيارة وانتظارها بعض الوقت. لم تشرح لهما تفاصيل القصة. كان دور البنت وزوجها، ينحصر في قيادة السيارة، وأعطت أوامرها لأناس آخرين لتسهيل عملية الفرار المحبوكة. وبعد حوالي نصف ساعة، عادت رفقة أخيها إلى حيث توجد السيارة. ركبت إلى جانب السائق، فيما ولج أخوها المقعد الخلفي وانحنى قبل أن تطلق السيارة عجلاتها للريح، وتغادر اليوسفية للتو. وأما القضية الثانية، فقد انطلقت فصولها بسيدي بنور، وكانت بطلتها “شميشة”، التي تتزعم عصابة مختصة في ترويج ماء الحياة (الماحيا). كانت تتكفل بتصنيعها وتكلف بعض الرجال من أقاربها وأهلها بترويجها في الدواوير التابعة للجماعات القروية والأحياء الخلفية لمدينة سيدي بنور، التي تفتقر لأماكن ترويج الخمور، فكان الشباب من الفلاحين والعمال يجدون فيها ضالتهم لرخص سعرها. وكانت “شميشة” صعبة المراس لا تتنازل ولا تتساهل مع المتهاونين في تنفيذ أوامرها المرتبطة بتوزيع ماء الحياة، إذ أكدت مصادر أمنية، أنها كانت معروفة بجبروتها وجورها مع العاملين والمتعاملين معها، وكانت تخضعهم لمراقبة صارمة، وتتخذ احتياطات كبيرة لتظل بعيدة عن أعين السلطات المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي. ولم تقع في أيديهم، رغم الشكايات العديدة المسجلة في حقها، إلا بصعوبة كبيرة، حين عمدت مختلف المصالح الأمنية إلى فرض رقابة صارمة وترصدت لها لإيقافها متلبسة. وكانت “عويشة” بطلة القضية الثالثة، امرأة في عقدها الخامس، ما تزال تحتفظ بحروف الجمال، معروفة في مجال عملها، بقوتها وحضورها القوي والمؤثر في محيطها. كانت “عويشة” تدير محلا للقوادة والبغاء، وكانت تعمل على جلب الفتيات الصغيرات من المدن المجاورة لمقر سكنها، اللواتي يقبل عليهن الرجال من كل النواحي. ولم تكن مهمتها تقتصر على استغلال النساء، بل كانت تتاجر في كل شيء وتحترف القوادة والسرقة. ورغم أنها اعتقلت وأدينت في العديد من المرات بعقوبة سالبة للحرية، فإنها لم تقلع عن هذه المهنة، بل كانت تتاجر في المخدرات المرتبطة بمادة الكيف وأوراق التبغ المهرب (طابا). وتعلمت “عويشة” الحرفة من زوجها، الذي تردد على مجموعة من السجون، قبل أن يتوفى بأحدها.
أحمد ذو الرشاد (الجديدة)



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.