أربع وخمسون سنة مرّت على الاختفاء الغامض للقائد السياسي البارز، المهدي بن بركة، دون أن تنكشف أية خيوط تخص القضية المثيرة للجدل؛ وهو ما يدفع الهيئات السياسية والنقابية إلى الاحتفاء بذكرى اختطاف الزعيم الأممي ككل سنة، التي تصادف 29 أكتوبر الحالي، مطالبة بالإفراج عن الحقيقة الكاملة بشأن الموضوع الذي عمّر طويلا.
خالد الهوير العلمي، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قال إن “النقابة تشتغل على قضيتين محوريتين؛ هما مشروع الفكر الذي طرحه المهدي بن بركة الذي يركز على مسألة التقدم بصفة عامة، وإحقاق الديمقراطية بخصوص النظام السياسي“، مضيفا أن “مشروعه الاجتماعي ينادي بتوفير المدرسة للجميع، أي نظام تعليمي يستحضر أهمية البحث العلمي، باعتباره رافعة أساسية لتطوير الشعوب“.
أن “فكر بن بركة يطرح على الدوام مشروع مغرب الغد الذي ينبني على النظامين الاجتماعي والسياسي“، مبرزا أنه “كان يدافع عن قضايا التحرر، خصوصا ما يتعلق بمحاربة الإمبريالية واحتكار الرأي العام؛ وهو ما بات يتسيّد الساحة الدولية في السنوات الأخيرة“.
وأكد الفاعل النقابي عينه أن “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تشتغل على مشروع يخص تأسيس أكاديمية المهدي بن بركة للدراسات والأبحاث والثقافة العمالية”، لافتا إلى أنها “ستكون منبرا لتنوير الطبقة العمالية والرأي العام حول الاختلالات المطروحة على المستويين الوطني والدولي، مقابل طرح البدائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية“.
وعن دوافع تخليد ذكرى اختفاء المهدي بن بركة من لدن التنظيم النقابي، أورد الهوير العلمي أن “الحدث لم تنكشف بعد جميع خيوطه، ما يحتّم على المغاربة معرفة الحقيقة الكاملة بخصوص الموضوع، الذي يندرج ضمن صميم قضايا الحركة الاتحادية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل أساسا“، مشيرا إلى أن “الأزمة الاجتماعية الحالية ومعضلة الانتقال الديمقراطي بالمغرب تعيد أسئلته الكبرى إلى الواجهة“.
في سياق متصل، يستعد معهد “المهدي بن بركة”، الذي يشرف عليه ابنه البشير بن بركة، لإحياء تجمع حاشد بالتزامن مع حلول ذكرى المعارض المغربي لسياسات الحسن الثاني، داعيا إلى “كشف جميع تفاصيل القضية، من خلال إبراز الحقيقة كاملة بشأن الملف الذي عمّر طويلا”، مناشدا أيضا بـ”محاربة الإفلات من العقاب، عبر حرص الجميع على عدم نسيان القضية الأممية”.