اخر الأخبار

ياماها..دراجة ابا هدي العطاش بمنجم الفوسفاط باليوسفية

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 15/01/2022 على الساعة 15:48 - 190 مشاهدة

أهمية_القانون_في_تنظيم_العلاقة_بين_الناس احمد فردوس

( وشفْتي هاذْ الموطورْ منْ نهارْ شْريتو ، وهو ضوِو شاعلْ ، كيْخرجْ ف الظلْمةْ منْ الخيمة ويرْجعْ ف الظلْمةْ بْحالْ سيحْة الليل وحتى الميكانيسيان ما عمْرو حطْ فيهْ إيديهْ )
 إنها دراجة ياماها التي تمرست على السير عبر مسالك ومنعرجات وعرة ، وطرق محفرة ومتربة من الدوار إلى اليوسفية صوب المنجم ( رقم 1) كل ليلة ، كان أبا هدي يستعين بأضوائها الكاشفة البيضاء التي لم تنطفأ أبدا منذ أن اشتراها وتخصصت في التهام المسافات الطويلة و العمل ليلا مثله كذلك على طول السنة في انتظار( الكونجي ) ، أبا هدي الشيخي عامل فوسفاطي من منطقة أولاد عمران بدكالة ، اشتغل بالمناجم قبل أن تستجيب الإدارة لمطلب تخصيص حافلات نقل العمال ، استطاع بتبصره وبصيرته وصبره وحنكته المكتسبة أن يناضل بطريقته الخاصة لضمان قوت عائلته وأسرته واستمرارية علاقاته الاجتماعية بدوار أولاد الشيخ ، وحافظ على كل قيمه الإنسانية الجميلة .
 عطاش قوي البنية ، أسمر السحنة ، طويل القامة ، قادر أن ينقل على أكتافه كل الأثقال والأعباء إرضاء للكابران والشاف اللذان يتحكمان في تنقيط منحة آخر السنة ( الصندوق ) أو ( لبريم ) ، أبا هدي العطاش كان يقطع كل ليلة مسافة 20 كلم الفاصلة بين الدوار واليوسفية صيفا وشتاء ربيعا وخريفا على متن دراجته النارية من نوع ياماها ليصل في الوقت المحدد للمنجم لاستئناف عمله مبكرا ( فترة بْرُومْيِي ) رفقة أصدقائه العطاشة ولا يغادرون المنجم إلا بعد الانتهاء من عملهم الشاق  .
أبا هدي عاشق العشبة الخضراء لا يستقيم حال مزاجه ولا يستقر دماغ رأسه الموزعة بين المنجم والدوار وصهوة الياماها إلا إذا تأبط مستلزمات دخانه السحري ، قاهر الأزمات ، ومدلل الصعاب ، يحكي بتهكم بعد أن أفرغ سبسيه من رماد الكيف العالق بالشقف ورشف دكة باردة من الشاي ، كيف استطاع أن يضمن استمرار عمله كعطاش في زمن الظلم والحكرة والاستغلال البشع للنفوذ تحت باطن الأرض : ( والله حتى عطايت الرشوة للشاف والكابران باش تبقى الكانزة طالعة ….شحال من مرة رميت بيبي مكتف بالماتريكيل مقيدة في رجليه في حديقة فيلا المسئولين وزيد وزيد …)


مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.