خواطر حنان ….إنها تمطر بنيويورك

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 01/12/2020 على الساعة 21:49 - 460 مشاهدة

new-york-rain-street-traffic-lightنوافذ المقهى مبللة تضفي على المكان حميمية شاعرية ، موسيقى الكرسمس و عبق قهوة ستاربكس بنكهة النعناع و الموكا و رائحة الكاكاو ، كل هذه الاشياء ألتحف بها و أنا أبحث عن مبرر لي عند قلبي الذي أوجعه غيابك !
مرت ثمان سنوات و لازالت تلك الموسيقى تتردد بداخلي عند نهاية كل سنة ، عند فصل الأعياد و عندما أكون بالسيارة و أنا أستمع لبرنامج The Laila على أمواج إذاعة أمريكية ، قصص الحب التي تثيرها تذكرني بآخر حدث نقض علاقتنا و وأدها ببطء . منذ ذلك الحين تغيرت نظرتي للأشياء فلسفتي للعالم و علاقتي بنفسي . لم أعد أبكي بمفردي ، فميمي تلازمني طويلا ، تنبهني دوما إلى قطرات الدمع المتناثرة من بئر عيني تلعقها بشكل لطيف ، لكنني أشعر كأنها تكفكفها ثم تتمدد إلى جانبي على الأريكة و نظراتها تقول : Are you okay ؟
نحن أقوياء جبابرة أمام العالم لكننا ننهار في خلواتنا كسيل جارف ، تعبث بِنَا الذكريات و تعصف غير آبهة بجمالية اللحظة ، تخطفنا من براثن الحاضر و لا تتركنا إلا و نحن متعبون .
منذ ثمان سنوات و أنا أقلب ذلك الكتاب و تلك الوردة الذابلة بين دفتيه ، لازالت تقاوم الغياب مثل قلبي منذ ذلك الحين .
لازال وجهك يتمثل خلف بخار القهوة ثم ينقطع فيعود و يولد من جديد .. و أنا أنظر إليك في حضورك و غيابك استرق النظر خارج المقهى تغريني رائحة الحياة عندما أرى عاشقين يخطفان بعضهما متلاصقين فارين من البلل لكنهما لم يجربا متعة الهروب تحت المطر كما كنّا نفعل و كفك بكفي كطفلين ! مشيت بناظري و تأبطت صوتك الدافئ لساعات مارة ب كارنگي هيل و بالشجرة المزينة بمصابيح أعياد الميلاد ،
الناس تمشي في الطرقات أسرع من دقات قلبي في هذه اللحظات . صوت أم كلثوم المنبعث من عربة تقدم أطعمة شرقية يبدو أن صاحبها مولعا بها ، كيف لا و أن كلثوم قد غنت عن كل حالات العشق ، حتى أبي كان يحبها حيث فاجأني مرة بدندنة خفيفة و أنا أقود سيارتي عائدة إلى بيتي مساء .. فقال لي لا أعلم لماذا نحب أم كلثوم عندما نهاجر . أبي سبق له أن هاجر لبضع سنوات ثم عاد لم يحتمل البعد عن عائلته ، بينما انا تحملت البعد مرتين و أصبح البعد اثنان ، عندما أصبح لي وطنان .
يحدث كل هذا و أنت غائب ترفض أن تغتابك ذكرياتي الجديدة مع رجل آخر .
L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

 



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.