النقابات الفوسفاطية خيار عمالي… ام صراع يتصدر صفحات الفيس بوك ???

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 20/01/2022 على الساعة 21:13 - 204 مشاهدة

4995604618452490المتابع لحالة النقابات العمالية الفوسفاطية يجدها في حالة صراع نقابي من نوع جديد؛ فالنقابات العمالية إما انقسمت على نفسها أو شُكلت أجسام نقابية عمالية جديدة تحمل مسميات متشابهة تحت مفهوم التعددية النقابية، هذا المفهوم القديم الذي كم نادي به العديد من المفكرين والباحثين والمهتمين بالعمل النقابي العمالي، وتجسد هذا المطلب وتبلور انسجاماً مع الدور الذي تقوم به النقابات والخدمة التي تقدمها للعمال، لإن الخدمة بالمفهوم الاقتصادي تعتبر سلعة، ولتحسين نوعيتها تحتاج للمنافسة لضمان جودتها، مما يدعو لوجود أكثر من جهة تقدمها لخلق حالة من المنافسة، وعلى هذا الأساس تبني العديد من المناضلين العماليين التعددية النقابية، ولكن مع التطور الزمني لدورة الحياة النقابية، وتعاظم النظام الرأسمالي، وتحول العالم لقرية صغيرة، وتعاظم مفهوم العولمة المتوحشة، التي طالت مصالح العمال، وهددت إنجازاتهم ومكاسبهم النقابية، أمسى من الواقعي تقييم حالة النقابات العمالية، وما وصلت إليه الحركة العمالية، فأي تغيير أو ثورة يعتبر العمال جزء أصيل منها، بحجم تأثيرهم المجتمعي، والخاصة لما يعيشون من ظروف صعبة، وما يتعرضون له من القهر والاستغلال، مما يدفعهم ليكونوا وقود لأي  حركة تغيير؛ ولأنها طبقة كبيرة ومؤثرة يحتم علينا الضمير وانتماءنا لها أن نكون أوفياء ، ونشاركها في التفكير لنهوض بواقعها نحو الأفضل، من هنا نسلط الضوء على موضوع التعددية النقابية، وما آلت له الأوضاع العمالية الفوسفاطية.؟

وسنتحدث بعمومية حول هذا القضية لما نستشعر من خطر قد يهدد مستقبل العمل النقابي، ومصالح العمال في المرحلة القادمة، خاصة أن حجم المشاكل النقابية، والصراع بين  النقابات العمالية، ورموز العمل النقابي أصبح يتصدر وسائل الإعلام، والمواقع الالكترونية، وصفحات الفيس بوك، والصحافة العمالية، وتجاوز كل المنابر العمالية المحلية ، لدرجة وصلت لحالة التخوين بين النقابيين، وتوجيه الاتهامات بالعمالة لصالح العدو، إن كانت هذه حصاد التعددية في العمل النقابي وانعكاسها على مصالح العمال، فإن خطرها ومضارها أكبر من منافعها، من هنا يجب أن نقف للحظات، ونفكر لماذا في هذه الفترة بالذات تزيد الدعوة للتعددية؟ رغم إمكانية الإصلاح عبر المؤسسات النقابية القائمة في هذه الفترة لما تحمل من بوادر تغيير.

غاب العمل النقابي والدور الحقيقي لها عن ميدان النضال العمالي المطلبي، من هنا اقترح بعض الأفكار والتساؤلات لعلها تكون رافعة لتطوير العمل النقابي، والخروج من الأزمة التي أوجدتها حالة التعددية النقابية الغير مدروسة التي وقعت فيها النقابات العمالية الجديدةا :-

– يجب على النقابات العمالية أن تقف خلف مطالب العمال التي تمثلها، وتقوم بوضع خطط عملها بما يحقق أهداف وجودها الحقيقي لا أن تكون فريسة لصراعات شخصية.

– تغليب لغة الحوار بين الأجسام النقابية، والبحث عن قواسم مشتركة لتوحيد الجهود النقابية تحت مظلة مصالح العمال لتشكيل قوة عمالية تستطيع أن تحقق أمال وطموح العمال .

– ضرورة وجود تشريعات نقابية تنظم التعددية النقابية إن وجدت بما يساهم في حماية مصالح العمال، ولا يعرضهم لاستغلال بسبب صراع النقابيين واستقطابهم هنا أو هناك.

– ضرورة أن تدرس النقابات العمالية واقعها النقابي بشكل جدي، ومقارنة ما هو قائم في إطار الدور الحقيقي للعمل النقابي، ومحاولة لوضع رؤية علمية ومنهجية لتطوير العمال النقابي، وما هي أفضل السبل؟ إما بالوحدة النقابية أو التعددية ، وما هي الضمانات لتجنيب مصالح العمال الصراعات النقابية؟ وما يحدث من تفريغ لمضمون نضالاتها ؟

– تحديد مستويات التعددية النقابية من خلال الإجابة على تساؤلات أهمها هل من مصالح العمال أن يكون في موقع العمل الواحد أكثر من جسم نقابي؟ وكيف يمكن لها أن تحقق قوة ضغط لصالح مطالب العمال؟ وما شكل تضامنها ووحدة نضالها؟ ومن ثم المستويات الأعلى لكل مهنة وقطاع عمالي؟ وما مدي قوة تأثيرها في رسم السياسات وتشريع القوانين ..الخ؟

– في حالة الاقتناع بضرورة التعددية النقابية كمنهج للعمل النقابي الفوسفاطي، ما هي الضمانات التي ستحمي النضال العمالي؟ وتضبط العمال من حالة الاستقطاب لتحقيق الانتماء والتضامن العمالي، وتشكيل قوة ضغط لصالح نضالهم المطلبي.

أن الحالة الغير صحية التي تمر بها النقابات العمالية التقليدية، والجديدة وخرجها عن المألوف في العمل النقابي، وهذا الصراع الذي أضعف الحركة النقابية العمالية على جميع الأصعدة ؛ يجب أن يوضع له حد بقانون ينظم العمل النقابي ويحدد ميادين العمل للجميع، وبما ييحقق دوراً تكاملياً بين هذه الأجسام، وتكون المنافسة بينها على أساس تطوير نوعية وجودة الخدمة المقدمة للعمال، ووضع مدونة سلوك تضم الأخلاقيات المهنية للعمل النقابي لمحاسبة كل من يخرج عنها نقابياً، أو إعادة النظر نحو ضرورة تجسيد الوحدة النقابية خاصة وأن شعار يا عمال الفوسفاط إتحدوا، والحالة التي يمر بها العمال من ضعف واستغلال لجهودهم من قبل المشغلين في ظل ضعف التشريعات والقوانين، وأمام مصالح الشركات متعددة الجنسيات، وعابرة القارات التي تهدد مصالح العمال، وتعاظم أرباحها على حسابهم، بالإضافة لتراجع النضال النقابي حول القضايا والمصيرية في المنطقة التي تحتاج لوحدة، وتضامن العمال والقيادات النقابية .

أخيراً أن الهدف من هذا المقال والطموح والأمل الذي ننشده؛ وجود حركة نقابية قوية لتحقيق مصالح العمال وحشد التضامن لقضاياهم، ولم نقصد الإساءة لأي جهد لتطوير العمل وسيكون للحديث بقية إن شاء الله



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.