تعد الخياطة التقليدية من الحرف الفنية القابلة للتطور والتجديد سايرت التحول الحضاري وحافظت على الأصالة المغربية المتجدرة في اللباس التقليدي المغربي التراثي الشعبي الذي يستمد طابعه من الزخم والتنوع الثقافي والجغرافي اللذان يميزان البلد برمته، فالخياطة التقليدية نهلت ثقافتها على مد العصور من مختلف الثقافات التي مرت منها .
اكد عبد الله رخامي، صانع تقليدي بالجديدة، أن المعرض كان مناسبة مواتية للتعريف بالمنتوجات التي تزخر بها المنطقة من “جلابيب” و”سلاهيم” ، وأن رواق الصناعة التقليدية بالجديدة يعرف إقبالا مهما من لدن زائرين من داخل المغرب وخارجه.
وشدد رخامي على دور المعارض في التعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية، منها الخرقة السايسية، التي تتفرد بها المنطقة ويكثر الإقبال عليها، مشيرا إلى حنكة الصانع التقليدي في إبراز المنتوج المحلي والحفاظ على الموروث الذي تزخر به المنطقة ككل.
واضاف ان المغاربة يقدرون القفطان، بتقدير خاص، ويحرصون على عالم الموضة، خلال مناقشاتهم، التي تتناول واقع ومستقبل هذا الزي، على أن يرافقوا موجات التطوير التي تطاله بتنبيهات تحذر من أن يفقد جوهره وهويته. ويرى أن تصميم هذا الزي يتطلب معرفة عميقة بتاريخه، وأن تطويره يتطلب أن يبقى حكرا على «الحرايفية»، أي من امتهنوا حرفته وضبطوا أصولها جيدا ولهم ماض مشهود ومعترف به فيما يتعلق بالخياطة والتصميم، بشكل يجعلهم قادرين على فهم واستيعاب مساحات التطوير التي يمكن التعامل من خلالها مع هذا الزي.
ولأن التطوير يأتي، في الغالب، ملبيا لإغراء، أو غيرة على ما يراد تطويره، فإن الذكاء التسويقي دفع المصممين إلى إرضاء كل الأذواق، غربية كانت أم عربية، ولذلك لم تعد هناك من شروط مسبقة للإبداع، أو خط موحد يميز الأزياء المعروضة، لترك الباب مفتوحا على مصراعيه لمزج الخيال بالابتكار والاقتباس.
ويمكن القول إن القفطان قد استطاع أن يصمد في وجه موجات الموضة و«جنون» عدد من المصممين، وأن يتلاءم مع التحولات الاجتماعية والثقافية الاقتصادية، مستوعبا الواقع الجديد ليوظفه وفق ما يتلاءم وطبيعته ويحافظ له على خصوصيته.
واللباس التقليدي المغربي هو مجموعة الألبسة التراثية و الشعبية التي حافظ و مازال يحافظ عليها المغاربة منذ قرون، حيث يظهر جليا تشبثهم بمختلف الألبسة التقليدية خاصة في الأعراس و المناسبات الدينية شيوخا كانوا أم شبابا، ذكورا أم إناثا. ومما لا شك فيه ان الزي التقليدي جزء لا يتجزأ من التراث، والتراث واحد من المقومات اللازمة لتشييد الحضارة، فهو ضروري لتطوّر الحضارة، حيث إن الزي التقليدي أداة تعريف الأمم ورمز لتميزها وتفردها وهو خير شاهد على درجة وعيها وعلى تنوّع الحضارات المتعاقبة عليها.