الجديدة : خطبة الجمعة بمسجد سيدي موسى التي القاها الامام عن المتقاعدين والحياة بعد التقاعد.

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 25/10/2019 على الساعة 15:10 - 739 مشاهدة

اشاد امام مسجد سيدي موسى بخطبة الجمعة التي القاها عن المتقاعدين والحياة بعد التقاعد.kotba

أن الخطبة تعد من أفضل ماقيل عن مرحلة التقاعد ونبذ اليأس والتشاؤم منها ومن ذلك وصفها عند بعض المتقاعدين بأنها عبارة عن (مت قاعد) مشيداً بدعوة الموظف والعامل الذي انتهت فترة عمله ألا يكون أسير وظيفة انتهت مدتها، وأن الإبداع والهمة والجدية لا تسأل الإنسان عن عمره، ولا يمنع عن الجد والعمل إلا العجز والكسل، ووصف التقاعد بأنه نقلة وتجريب وتغيير لا تعطيل قدرات، ولا دفن خبرات؛ بل هو فرصة لإطلاق طاقات كامنة ورغبات دفينة كانت الوظيفة قد قيدتها وطمرتها وبما قاله امام المسجد  “ليس من الحكمة أن يلقي باللائمة على غيره من الأهل والمجتمع والأنظمة وغيرها، وألا يتشبث المرء بمرحلة معينة من حياته؛ بل ينبغي أن يُحسن الظن بأن القادم بإذن الله وحده، وأن مصدر السعادة ليس في المراتب، وليس في الدخل المادي ولا وظيفة بعينها؛ بل السعادة بعد توفيق الله وحسن عبادته في العمل”

ونوه الامام  بالعبارات والدلائل التي احتوتها الخطبة ومن ذلك ماجاء فيها بأن الموظف المتقاعد قد ترَك الوظيفة ولم يترك العمل، وان الحكيم من ينظر إلى التقاعد على أنه بوابة يُطِلّ منها على ميادين الحياة الفسيحة التي شغلتها عنها وظيفته، والتقاعد بوابة تتفتح على بيئة عمل جديدة ومجالات واسعة؛ فالمرء يملك الوقت حتى آخر لحظة من عمره.

إن من الحكمة ألا يتشبَّث المرءُ بمرحلةٍ مُعيَّنةٍ من حياته؛ بل ينبغي أن يُحسِن الظنَّ، فإن القادمَ – بإذن الله – أفضل، وليعلمَ العاقلُ أن مصدرَ السعادة ليست في المُرتَّب، ولا في الدخل المادِّي وحدَه، ولا في وظيفةٍ بعينِها؛ بل السعادةُ – بعد توفيق الله وحُسن عبادتِه – في العمل، والعملُ لا ينتهي.

فالعمل هو عامرُ الحياة المُمتدة، وهو بانِي العلاقات الاجتماعية، وهو الذي يُبرِزُ للإنسان قيمتَه ومكانتَه، وهذا مُستمرٌّ لا ينتهِي. فهو مع المرء ما دام حيًّا قادرًا؛ فالموظَّف ترك الوظيفة ولم يترُك العمل، والوظيفة مُدَّةٌ نظاميَّةٌ تنتهي، أما العملُ والحاجةُ والكفاءةُ فتلك باقياتٌ ما بقِيَت القدرةُ والحياة.

وقد علِم النابِهون أن الإبداعَ والجديَّة والهمَّة لا تسألُ الإنسانَ عن عُمره، ولا يمنع المرءَ عن الجدِّ والعمل إلا العجزُ والكسلُ.

التقاعُد نقلةٌ وتجربةٌ وتغييرٌ .. وليس تعطيلَ قُدرات، ولا نبذَ خبرات؛ بل هو فُرصةٌ لإطلاقِ طاقاتٍ كامِنةٍ، ورغَباتٍ دفينةٍ كانت الوظيفةُ قد قيَّدَتها أو طمَرَتها.1390176379.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.