وجهة نظر بعض فعاليات المجتمع المدني حول مفهوم التنمية بإقليم الجديدة.

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 28/03/2019 على الساعة 22:46 - 617 مشاهدة

 

جواد المصطفى.
أهمية_القانون_في_تنظيم_العلاقة_بين_الناسإن مقصودنا بالتنمية هو ذلك الفعل الذي يهتم بالإنسان بما هم الناس الثروة الحقيقية وليس معنى هذا مجرد تنمية للموارد البشرية باعتبارهم وسائل محورية في تنمية الإنتاج. ففي ذلك تقزيم لإنسانية الانسان واستلاب لماهيته. إنها فعل تكريمي للإنسان كما أراد تعالى حين قال: (ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). إن التنمية بهذا المفهوم هي ذلك الفعل الذي يهتم بتنمية الحريات الموضوعية المُمَكِّنة للإنسان في الحياة من حرية سياسية واقتصادية وحق متاح فعلا في المشاركة في تقرير مصيره ومصير الساكنة إلى جانب اهتمامه بالقدرات الأساسية للوجود والحياة الإنسانية من قدرة على الولوج إلى الخدمات الصحية والتعليمية والمحاربة الفقر وكل مظاهر الحرمان. التي تعاني منها الساكنة . إن هذا التحديد لمفهوم التنمية ومضمونها يستدعي بالتبعية التساؤل عن دور الفاعل الجمعوي فيها وما يمكن أن يقدمه في هذا الإطار توحيد الجهود وتوجيهها بحكم كون الجمعيات، أو على الأقل ينبغي أن تكون كذلك، مؤسسات ذات رؤية واضحة لما يجب أن يتم وكيف يجب أن يتم؛ فالجمعيات، خاصة المحلية منها، بما هي تعبير عن القربية المتناهية المشار إليها في قوله تعالى واصفا اهتمام النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأمر أمته وهمومها: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم” ، معنية بقيادة جهود المحيط الذي تشتغل فيه وتوجيهها وتنسيقها وفق رؤية واضحة نابعة من تحليل صادق لما يكتنف هذا المحيط من ظروف وما يتطلبه النهوض بأمره من أعمال وواجبات.
تيسير تنفيذ المبادرات التنموية الهادفة من خلال العمل على ضمان عدم التعارض بينها وبين قيم وهوية المجتمع المعني بهذه المبادرة بما تملكه من معرفة بهذا المجتمع وهويته.

إن هذه الأدوار تتطلب من المؤسسات الجمعوية أن تتوفر على الخبرة اللازمة بمحيط اشتغالها والمعايشة الدقيقة لتفاصيل الحياة اليومية ووعيا بالذات وهويتها كما تستلزم تنظيما محكما للجهود واستثمارا ناجحا للطاقات المحلية وغير المحلية وفق مقاربات واستراتيجيات واضحة. فما هي أهم هذه الاستراتجيات وأيها يجب تبنيه؟ ممكن إجمال أهم المقاربات التي تتبعها المؤسسات الجمعوية في ممارستها للفعل التنموي بالمنطقة والمقاربة.bhglhkihyimhym

تتجلى هذه المقاربة في العمل على تقديم وتوزيع مساعدات وخدمات جاهزة لمجموعة من الفئات في وضعيات صعبة. هذه المقاربة رغم أنها تجد أصولها في القيم الجمعوي الداعية إلى التكافل والتضامن على الفقراء إلا أنها تظل عاجزة عن الوفاء بكافة متطلبات الحياة الكريمة، علاوة على أنها تستهدف فقط الحاجيات المؤقتة وبشكل موسمي أيضا وهو ما يجعلها قاصرة على تحقيق المطلوب بل إنها أحيانا، وهذا ما أثبتته التجربة، تربي في النفوس القعود عن طلب الكسب واقتحام العقبات لتحقيق المطالب كما أنها تستلزم وجود أرصدة مالية هائلة لدى المؤسسات التي تتبناه وهو ما يخالف حال أغلب الجمعيات إن لم نقل كلها. إنها في الحقيقة مقاربة لاستجداء أصوات المستهدفين وتعاطفهم عندما يحين أوان ذلك؛ وخير دليل على ذلك ما كانت تقوم به الجهات المعنية في بداية ما يعرف بالعهد الجديد بقصد تسويق صورة معينة وهمية ووقفات مشبوهة تخلق الفتنة وتزرع الرعب لدا الجهات المسؤولة وفي واقعنا الحالي نركز على الأفق البعيد من أجل تحقيق المطالب المرسومة للمجتمع المدني وتعتبر هده المؤسسات همزة وصل بين المواطن والإدارة في تقريب الخدمات للمواطنين بطلب تحقيق التنمية، وهي مقاربة تستدعي مراجعتها في خلق تنمية حقيقية التي بدورها تستوجب ثلاثة مخططات خماسية استراتيجية الآنية منها والمتوسطة والبعيدة تشتمل رؤية تنموية حقيقة بناء على تشخيص تشاركي لجميع الفعاليات المتدخلة لتحديد الإشكاليات الرئيسية وترتيبها وفق الأولويات وتجميع مقترحات لذالك [فعاليات المجتمع المدني ،ومجلس الجماعي والمصالح الخارجية تحث إشراف السلطة الوصية ] وذالك بإعلان موعد ايام دراسية حول لصياغة هذا المخطط التشاركي الاستراتيجي في خلق طريق صحيح لركب التنمية بجماعات المحلية
وللوصول إلى هذا المستوى المطلوب على جميع الفعاليات المدينة والحقوقية التحالف وتشبيك حتى نكون قادرين على مواجهة المتملقين الذين يسعون إلى محاربة المجتمع المدني واقصاءه من الحوار .
مقال للمناقشة ونشر على نطاق واسع مع تحياتي لكم وسلامي للجميع.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.