اخر الأخبار

ممنوع رمي الازبال يا….والتبول يا……

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 15/06/2015 على الساعة 10:58 - 1387 مشاهدة

 images

أحيانا تجد على الحائط عبارة ” ممنوع رمي الأزبال يا حمار ” وكلمة حمار مكتوبة بحجم أكبر من باقي العبارة و بلون مختلف ، ومع ذلك فأكياس الزبالة حاضرة بكثافة في المكان ، و كأن الذي يرمي النفايات يقرأ العبارة ثم يبتسم ضاحكا ويقول في سره : “العبارة موجهة للحمير وبما أني لست حمارا فالمنع لا يعنيني” يا سلام على المنطق ! و كأنه أرسطو في أحد تأملاته الفلسفية … أو ربما يفكر في نفسه غاضبا : أنا حمار ؟! ابن الكلب يشتمني و الله من أجل هذه الإهانة لن أرمي الزبالة إلا هنا ولو كنت أعرف بيتهم لرميتها أمام بابه القذر !

 216529973_fb20164e26

على جدار السور الخلفي للمدرسة الابتدائية ، كتب أحد الصالحين من أنصار النظافة عبارة “ممنوع رمي الأزبال” ، العبارة مكتوبة بخط سيئ جدا ، ربما يكون خط حارس المدرسة أو أحد تلاميذ القسم التحضيري .. لكن تلك المرأة التي يبدو عليها الوقار و دائما أشاهدها وهي ذاهبة إلى المسجد يوم الجمعة للتكفير عن خطاياها ، و ربما لأنها لا تعرف القراءة ، ترمي كيس الزبالة مباشرة تحت كلمة أزبال ، و تنطلق إلى السوق لشراء الخضر التي سينتج عنا نفايات جديدة تعود لترميها في اليوم التالي و في نفس المكان ، أي تحت كلمة “ممنوع رمي الأزبال” بالضبط ..images (1)

و شاب أنيق في مقتبل العمر يبدو عليه العلم و الثقافة ، ولا شك أنه يدرس في كلية الآداب لكنه نسي الأدب قليلا و تغاضى عن كلمة “ممنوع” و لم يشاهد إلا كلمة “رمي الأزبال” فألقى الكيس البلاستيكي الأسود بدون اكتراث ، ثم ذهب إلى الكلية ليأخذ محاضرة في الأدب ( ربما تكون محاضرة في الأدب الجاهلي ) .. حين يصل  الطالب إلى أسوار الكلية يشعر بضغط شديد تحت ملابسه الداخلية ولا يستطيع الصبر حتى يدخل إلى مرحاض الكلية ، يتوجه مباشرة إلى السور و بالضبط أمام عبارة “ممنوع التبول و شكرا”  و يترك السائل الأصفر يتساقط  قطرات قطرات على الحائط المسكين…

 phpThumb_generated_thumbnail

يحين وقت الصلاة ، أبحث عن أي مكان لتأدية الفريضة ، ثم فجأة ألمح بناية كبيرة تتوسطها صومعة و مكتوب على الجدار عبارة “ مسجد للصلاة ” أظن أن كاتب العبارة ربما يعرف أنواع أخرى من المساجد تستعمل لأغراض لا تمت بصلة للصلاة … أو ربما يفعل ذلك كنوع من التلميح ، مادام من غير اللائق أن يكتب عبارة نجسة مثل “ممنوع التبول” على جدران المسجد الطاهر ، فلعل هواة التبول أمام الحيطان يستحون حين يقرؤون عبارة ” مسجد للصلاة “.. أحيانا تجد طفلا صغيرا أو رجلا طويلا عريضا ( يعني بغل) يفتح السروال ويطلق العنان لنفسه على الحائط الخلفي للمسجد ، وهذا طبعا من باب التأدب مع المقدسات فلو كان إنسانا عديم الأدب فسيتبول مباشرة  أمام الباب و على مرأى ومسمع من المصلين …

لست أنسى ذلك الرجل العجوز الذي كان يترك المرحاض في بيته المكون من ثلاث طوابق و ببحث عن أي شاحنة متوقفة عند حارس السيارات ، و لا يتبول إلا على العجلة الخلفية السوداء و كأنه يؤدي طقسا تعبديا لا يعرف سره إلا هو .. لا أدري ربما كان في شبابه  سائق شاحنة أو أوتوبيس  ، فهذه العادة مترسخة بصفة خاصة عند سائقي الشاحنات و الأوتوبيسات ، وشيء طبيعي أن تشاهد الواحد منهم يتوقف في الطريق السريع ليسقي العجلة الخلفية  لعلها تنبت جزرا أو موزا أو بطاطا ، أو ربما يفعل ذلك كنوع من البركة حتى لا تتسبب له العجلة الملعونة في أي مصيبة  .. و ربما يفعل ذلك كنوع من العنصرية ، فلو كانت العجلة بيضاء ، هل كان سيجرأ على تدنيسها بذلك السائل الكريه ؟!

تغ



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.