معاكسة المراة هل هو فعل حضاري ?

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 11/02/2014 على الساعة 21:03 - 2910 مشاهدة

images (2) images (1)

تعاني المرأة المغربية العديد من التمظهرات السلوكية التي تعاكسها في حياتها اليومية سواء في الشارع أو مكان العمل أو الفضاءات العمومية نتيجة طغيان العقلية الذكورية لدى غالبية الجنس الآخر. وتتجسد هذه التمظهرات السلوكية التي تستهدف الأنثى في حياتها اليومية في أشكال المعاكسات والتحرش الجنسي بمختلف تلاوينه وأشكاله وأحيانا تكون هذه السلوكات الشاذة مصحوبة باعتداءات لفظية وعبارت استفزازية تجعل الأنثى تحس بالدونية والحكرة وتتكون لديها نظرة سوداوية تجاه الرجل طالما أن سلوكه لا يعبر عن احترامه للمرأة.

 

والأخطر ما في الأمر، هو تعرض المرأة للتحرش من أقرب الناس إليها ومن من يفترض فيهم حمايتها وصيانة حقوقها، حيث نجد أن المرأة عموما تتعرض للتحرش من قبل زميلها في العمل أو الدراسة أو من قبل مديرها أو أستاذها، أو من أشخاص غرباء  في الشارع , في الحافلات..

 

وتفيد مجموعة من التقارير الصحفية،  أن المرأة أيضا تتعرض للتحرش الجنسي من قبل عناصر  الأمن في الشارع  الذي يفترض أن يكون حاميها وليس حراميها.

 

كل هذه المضايقات اليومية والمتواصلة التي تستهدف المرأة في مجتمعنا تجعلنا نجزم على ان العقلية الذكورية لازالت تعشعش في أذهان غالبية الرجال ببلادنا، إذ أنهم لا يعون ولا يدركون القيمة الحقيقية للمرأة ولا يعون دورها وأهميتها في المجتمع، بل ينسون أو يتناسون أن هذه المرأة هي نفسها التي حملته في بطنها تسعة شهور متتابعة وسهرت الليالي من أجله ومن أجل راحته والاعتناء به، إلا إن سلوكه اليومي حيال المرأة هو ترجمة حقيقية للكيفية التي يفكر بها والتي يجرد من خلالها المرأة من كل الأحاسيس والأفكار وينظر إليها باعتبارها مشروع “أداة” لإشباع نزواته الجنسية والحيوانية.

 

و هذا ما يدفعنا إلى طرح تساؤل عريض… كيف يمكن للمرأة أن تصبح فاعلة في مجتمعها إذا كان رجال هذا المجتمع ينظرون إلى المرأة باعتبارها “أداة” جنس؟ وماهي الآليات القانونية لردع مثل هذه السلوكات الصبيانية التي تعوق مسار تطور المرأة والحيلولة دون إحساسها بالأمن والطمأنينة؟



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.