مراسلة : يوسف الإدريسي

أقدم عامل فوسفاطي بمدينة اليوسفية على محاولة انتحار بتناول سم القوارض فضل توثيقها مباشرة في شريط مرئي على حائطه بالفايسبوك، بسبب ما أسماه تعسفا في حقه أفضى إلى طرد نهائي من العمل وتشريد عائلة بأكملها، هذه الأخيرة التي سارعت الزمن فور علمها بالشريط إلى المنزل حيث يقطن العامل لتنقذ حياته بشكل دراماتيكي.

وكان المدعو إحسان رياضي قد قرر بعث زوجته وبعض أقاربه من مدينة أسفي إلى اليوسفية مقر عمله السابق، وتحديدا أمام الإدارة الفوسفاطية قصد الاحتجاج على قرار الطرد، ليختلي بنفسه وينفذ محاولة انتحار بشكل خطط له سلفا.

وحسب أحد أصدقائه المقربين إلى العائلة، فإن زميله رفض بشكل صارم الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاجات بالرغم من الإجبار والتهديد بإحضار الأمن والإسعاف، ليكتفي أفراد أسرته بإشرابه الحليب وبعض المواد المساعدة على التقيؤ.

وفي اتصال هاتفي مع إحسان، أوضح أنه شعر بإحساس غريب يفيد عدمية معنى وجوده، ليقرر الدخول في إضراب عن الطعام قبل التفكير في الانتحار وهو يعتقد بعدم صوابية القرار، إلا أن ظلاما حالكا كان أقوى من قناعتي، يضيف العامل الفوسفاطي الموقوف، قبل أن يعلق كونه ملتزما شهريا بمبلغ مالي يسدده  للبنك، كما أنه يعيل عائلته الكبيرة وأسرته الصغيرة، إضافة إلى مصاريف ابنته التي تعاني من مرض الربو. وأضاف رياضي أن ما زاد من يأسه هو تسجيل إدارة الفوسفاط لدعوة قضائية ضده بعدما طمأنته عبر وساطة نقابات فوسفاطية بالوقوف الإيجابي على ملفه شريطة عدم اللجوء إلى الصحافة أو القضاء.

يُشار إلى أن المعني بالأمر حاول فيما سبق الانتحار دون أن يفلح فيما أقدم عليه، بعد قرار طرده بسبب ما سمي ب”خطإ مهني جسيم”