قهوة المساء …هل يُقدّر المجتمع تضحيات رجال الأمن؟

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 05/08/2016 على الساعة 22:44 - 840 مشاهدة

قهوة المساء ..
للمساء نكهة مختلفة وطعم أخر أيضا ..
فبعد يوما بأكمله ياتي المساء ليحدثنا بأحاديثه ..
فقهوة المساء مختلفة ..
لها لون مختلف وقصة بعيدة المدى ..
فمع كوب قهوة المساء والأريكة المريحة ..
تبدأ الاحاديث تطوف أطراف كوب قهوة مسائي ..
وتدور الأحاديث ووالحوارات حول ما حصل في يوم حافل ..
وكلن يسرد قصته التي يريدها
..يــقـول بـقـراط : « الحـيــطـان والـبـروج لاتحــفظها الجدارولـكن تحــفـظـهــا آراءالـرجـال وتـدابــيـر الحكماء »
وانا أضـيف على قولـه أن حسن الإدارةوأسـتشعار المسـئولية تحـفظ العمل وتحميه من كل الأخـطـار القـائـمةوالمحـتـملـةوهي كـثيـرة نـظرا لـلـتـسارع في الـتـغيـرات مـحلـيـا ً وعالمـيـا.

يشكل الأمن أهم مكونات المجتمعات للكائنات الحية وليس للبشر فقط، فكل الكائنات تسعى إلى الأمن والأمان لأن الشعور بالأمن من أهم مقومات الحياة ومن أهم ركائز التقدم والتطور والاستقرار وليس ببعيد عنا ما يحدث يومياً في بعض الدول على المستويين الإقليمي والدولي من افتقادها للكثير من ركائز وأسس الحياة وذلك بسبب ما تعانيه من افتقاد للأمن والأمان ما جعلها وفي شهور معدودة وليست سنوات تتحول إلى ما يشبه الفوضى ويسيطر عليها قانون الغاب فالحكم أصبح للأقوى ولم يعد للقانون أو النظام أي تأثير بسبب انهيار المنظومة الأمنية بتلك الدول والمجتمعات.

وكما هو معروف أنّ رجل الأمن هو المحور الأساس للعملية الأمنية وما تشمله من إجراءات تطويرية وتدريبات راقية وتحسينات على مستوى الأنظمة والأفراد والرؤساء والمرؤوسين في القطاع الأمني بشكل عام وفي قطاع التعامل الجماهيري بشكل خاص حيث إن الاحتكاك والتعامل اليومي مع الجمهور من قِبل رجال الأمن هو ما يعكس نظرة المجتمع لرجل الأمن فالطريقة الاحترافية في تقديم الخدمة أو الدعم والمساعدة لمن يحتاجها هي أهم السبل التي تجعل من رجل الأمن جزءاً أساسياً لا يتجزأ من نظم المجتمع وبذلك يكون رجل الأمن المكون الأساسي للصورة الذهنية للمجتمع عن رجل الأمن مما يساعد على بناء صورة واضحة جلية مشعة بكل ألوان الطيف الزاهية والتي تؤثر على نظرة المجتمع لرجل الأمن وتفرض الهيبة والاحترام والتبجيل.

إننا كمجتمع يجب أن نرفع القبعة تحية وتقديراً لما يقوم به رجال الأمن البواسل من دور ومهمات ومخاطر وصعوبات في عملهم اليومي فمن منا يستطيع أن يتحمل مشقة الوقوف لساعات طويلة في درجات حرارة عالية أو منخفضة جداً من أجل تأمين منشأة أو من أجل تنظيم حركة المرور أو من أجل مراقبة المعتدين والإرهابيين الذين لا يجدون راحة إلا في إيذاء الآمنين. إن الصورة الذهنية لدى المجتمع عن رجل الأمن يجب أن تكون صورة ذهنية مكوناتها الاحترام والتقدير والاعتزاز بهؤلاء الأبطال وما يعانونه في شتى مناحي حياتهم اليومية من أجل أن ننام قريري العين ومن أجل أن ننعم نحن وأبناؤنا بالهدوء والسكينة والأمان والاستقرار.

إننا كمجتمع ونحن ننعم بهذا الاستقرار والأمن الوافر يجب أن نُشعر هؤلاء الأبطال بالاحترام والتقدير والإشادة بهم وأن نتحدث عما يقومون به وما يواجهونه من مخاطر عن طريق وسائل الإعلام بالمقالات التي تشيد ببطولات وكفاح رجال الأمن البواسل وكذلك عن طريق الحوارات والمؤتمرات وورش العمل التي تساهم في بيان دور رجال الأمن وما يقدمونه من تضحيات بكل غال ونفيس من أجل الوطن وأبناء الوطن. ونحتاج أيضاً إلى التواصل بشكل أكبر مع رجال الأمن وأن نساعدهم على القيام بواجباتهم بأفضل الطرق فرجل الأمن يحتاج إلى الشعور بالفخر لما يقوم به حيث إن وظيفته تعادل عشرات الوظائف الأخرى مقارنة بما تحمله من مخاطر، ولهذا يحتاج إلى أن يعرف أن المجتمع يقدره ويقدر إسهاماته وتضحياته.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.