تتضاعف معاناة موظفو الادارات بمرور الأيام في انتظار دفع رواتبهم .
وأكد موظفون التقتهم “مزاكان بريس” أنهم لا يتمكنون من توفير احتياجاتهم الأساسية؛ بسبب تردي أوضاعهم المالية، وتراكم الديون عليهم، وهو ما حرمهم وأسرهم من أسباب “الحياة الكريمة”
وبألم شديد؛ عبّر الموظف في وزارة الصحة، ابو علي، عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به عائلته، قائلا لـ”لمزاكان بريس”: “المال عصب الحياة، ومع غيابه غابت عنا الحياة الكريمة، فلا يمكن لنا أن نتحرك أو نشتري ما نحتاجه من الأساسيات؛ إلا بعد توفر المال اللازم لذلك”.
وأضاف أبو اليزيد الذي اكتفى بذكر كنيته، أن “أصعب المواقف هي عندما أذهب للبنك لآخذ ما تبقى من نصف الراتب الشهري، فلا أجد سوى بضعة شواكل، في الوقت الذي يطالبك فيه الأصدقاء وصاحب الدكان بديونهم، وتطالبك أسرتك بالاحتياجات الأساسية”.
وتابع: “عند انتظام الراتب؛ كنت أخرج بين الحين والآخر للترويح عن النفس، لكنني حاليا لم أعد أتمكن من الذهاب مع عائلتي إلى البحر، وهو متنفسنا الوحيد في ظل ارتفاع الحرارة ، مع أن الرحلة لا تكلف كثيرا، لكن الجيبة فارغة”.
وتمنى أبو مروان الموظف بالمحكمة أن تساهم الحكومة في حل مشكلة الموظفين ؛ من خلال “دفع راتب ستة أشهر على الأقل؛ حتى يتمكن الموظفون من التخفيف من أعباء الديون المتراكمة عليهم”.
من جانبه؛ قال الموظف في وزارة الثقافة، إسلام عبدو، إن “أوضاع الموظفين مأساوية”، لافتا إلى أنهم “يعانون أزمات ماليه خانقة لا تمكنهم حتى من الوصول إلى عملهم؛ لعدم توفر تكلفة المواصلات”.
وبين لـ”مزاكان بريس” أن “الكثير من الموظفين وصلوا إلى درجة الفقر المدقع، وخاصة الذين يقيمون بالإيجار”، مشيرا إلى أن “بعضهم ممن فقد القدرة على دفع قيمة الإيجار؛ ترك مسكنه ليعود ويعيش في غرفة صغيرة مع أهله، أو في بيت اصهاره”.
وقال عبدو إن “هناك من باع ما لديه من ممتلكات حتى يلبي احتياجاته الأساسية”، مؤكدا أن “صرف 45 بالمئة من قيمة الراتب؛ لا يكفي لمعيشة الإنسان بشكل طبيعي، وخصوصا مع ارتفاع أسعار العديد من السلع”.
وأضاف: “نحن لا نتحدث عن حالة من الرفاهية، ولكننا نحتاج للأشياء الأساسية التي لم نعد قادرين على توفيرها، في ظل عدم قدرتنا على سداد ما علينا من ديون”.
بدوره؛ قال موظف باحدى البنوك ، ي الكيالي، أن أزمة رواتب الموظفين “شديدة جدا، وقليلة، وأثرت على حياتهم”، مشيدا في الوقت ذاته بـ”صبرهم وصمودهم في مواقع عملهم، خدمة للمواطنين”.