اخر الأخبار

في منزلنا طفل معاق

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 12/12/2017 على الساعة 11:38 - 1305 مشاهدة

عندما يولد طفل طبيعي في العائلة فإن الوالدين يقومان برعايته بصورة عادية ودون قلق على ما سيكون عليه في المستقبل باعتبار أن كل شيء عادي وبالتالي سيأخذ مكانه بصورة طبيعية في الحياة والمستقبل مثله مثل باقي الأطفال
ولكن عند ولادة الطفل المعاق، فتصاب الأسرة بهزة نفسية ويأخذ الأمر شكل الصدمة، بعد أن تكون الأسرة قد هيأت نفسها لاستقبال هذا المولود المعلق عليه الآمال الكثيرة وتبدأ الآمال تتحول وتبدأ معاناة إنسانية من نوع خاص تلقي ظلالها على الأسرة والطفل.
التقت (صناع المستقبل) بالدكتورة ملك الرشيد دكتوراه في فلسفة العمل الاجتماعي كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت لنتعرف منها كيف يؤثر الطفل المعاق في حياة الأسرة سلباً أو إيجاباً.

* هل هناك فروق في استجابة الأسر لوجود الطفل المعاق في المنزل؟
– توقعات وجود طفل جديد بالأسرة بحد ذاتها وبغض النظر عن حالة القادم الجديد من حيث السلامة أو الإعاقة تضفي على الأسرة ككيان وعلى أفرادها كأنساق فردية حالة من التأهب والأمل وأحيانا كثيرة القلق مما قد يعنيه من تغيير شامل، وتختلف استجابة الأسر لمثل هذا التغيير باختلاف ظروف وخصوصية كل أسرة من حيث مدى الجاهزية والتخطيط لمثل هذا التغيير وعلى العلاقات القائمة بين أفرادها، ومن حيث الخلفية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئة المحيطة لكل منها.
وكذلك الحال بالنسبة لاستجابة الأسر لواقع وجود طفل معاق في المنزل، ففي أغلب الأحيان تبدأ الاستجابة بنوع من الصدمة النفسية والرفض للواقع وما يمليه من تبعات ومسؤوليات، ثم يتطور الأمر للسؤال الاستنكاري: (لم أنا؟ ماذا فعلت لأستحق هذا؟) لم أنا من بين جميع الناس أحظى بطفل معاق؟ يتبع هذا الاستنكار حالة من الجمود والتنميل الفكري والشعور بالعجز الكلي عن التصرف.. بعدها تبدأ الأسرة بمحاولة استيعاب الوضع والعودة إلى أرض الواقع، فهذا الطفل موجود الآن وهو جزء لا يتجزأ من الأسرة ولابد من التعامل مع الوضع الراهن.
أما بعد مرحلة الصدمة فتأتي مرحلة الاستجابة.. وهنا نجد أن بعض الأسر تفضل تغيير نمط حياتها عن طريق التقليل من أنشطتها الاجتماعية المعتادة بهدف إخفاء وجود طفل معاق بالأسرة إما لحمايته من النقد أو الإساءة أو حتى الشفقة من الغير وإما لشعور الأسرة بالخجل وعدم رغبتها مناقشة أوضاعها مع الآخرين، لدرجة قد تصل بالبعض إلى جعل الطفل حبيس المنزل لا يسمح له بالمشاركة بالمناسبات الاجتماعية ولا بالظهور أمام أي شخص من خارج الأسرة، وكذلك رفض تسجيل الطفل بأية مدارس أوبرامج خاصة توفرها الدولة لمثل حالته.
أما البعض الآخر من الأسر فتتعامل مع الوضع بنوع من الإهمال للمعاق والشكوى الدائمة مما يترتب على وجود الطفل من أعباء مادية ونفسية ومحاولة استغلال الوضع بمحاولة الحصول على بعض المميزات بذريعة وجود طفل معاق بالأسرة مثل الحصول على تخفيض ساعات العمل دون استغلال ذلك الوقت لرعاية المعاق، أو الحصول على بعض المساعدات المادية والعينية دون بذلها في سبيل تحسين أوضاع المعاق، أو اللجوء للطلاق للهرب من المسؤولية المشتركة لرعاية الطفل المعاق وغيرها من وسائل التنصل من المسؤولية.

 


مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.