في زمن “الكورونا”؛ اجعلوا بيوت الفقراء قِبلَة
في الأزمات الكبرى ومنها الأوبئة الفتاكة يكون همّ العقلاء مواجهة الوباء وقايةً وعلاجًا، وكذلك التّعامل مع آثاره الاجتماعيّة وانعكاساته الاقتصاديّة احتواءً وتخفيفًا.
وإنّ تسارعَ انتشار وباء كورونا قد أوقع العالم كلّه في إرباكاتٍ كبيرة، فإلى جانب أولئك الذين استقرّ الفيروس في أجسادهم وفتك بحياتهم؛ فقد كان أصحاب الأعمال اليوميّة، وأصحاب الحاجة والعوز من أكثرِ مَن خنقهم وباء كورونا.
أعمالٌ توقّفت، ومصالح تعطّلت، ومنشآتٌ أغلقت، وعمالٌ سُرّحوا، ورواتب خُفّضت، ورجالٌ لزموا بيوتَهم وقد كانوا يسعَون في مناكب الأرض بحثًا عن قوت يومهم وأهليهم.
وغدت الجدران السّميكة تحجب عنّا أصوات أنين الكثير من الأسر والعائلات التي لا تجدُ قوت يومها وقد ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها أنفسها.
فمن المطلوب جدًّا في هذه الاوقات أن يبدع النّاس آليّاتٍ عمليّة لمساعدة الذين يخنقهم كورونا اقتصاديًّا واجتماعيًّا
وكم نحتاج في هذه الظروف إلى مثل جمعية ” كلنا معاك ” واتّخاذ كلّ وسائل الاحتياط من عدوى كورونا أن نعمّم وننشر عدوى الخير، بحيث إذا رأينا مبادرةً شبابيّة أو مجتمعيّة أو فرديّة لبذل الخير وفعله في هذه الأيّام أن نقوم بتعميمها ونشرها؛ فإنَّ الخير يعدي وينتشر بذكره والحضّ عليه.
فما أحوجنا الى عمل جمعية ” كلنا معاك “في هذه الأيّام أن نجعل بيوت الفقراء قِبلةً، فهذه الأيّام هي التي يفصحُ فيها الإيمان عن نفسه، ويبرهن فيها الصّادقون على صدقهم كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “الصّدقة برهان”.