ضحك مسموم !

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 26/03/2019 على الساعة 14:07 - 862 مشاهدة

عبدالعزيز ترابي 

صفات_المعلم_المتميزفي مجتمعنا المختلف و المتعدد الثقافات كما يقال، يعرف تنوعا حتى على مستوى الضحك بشكل فني مؤطر كالمسرح أو السينما و المسلسلات، …. وشكل آخر شكل آخر شعبي كالحلقة مثلا أو النكثة.
النكثة من أخطر أنواع الكوميديا الشعبية فهي مستهلكة في كل ظرف زماني أو مكاني و قد تتضمن بضع كلمات فقط، تكون مضحكة و ذات معاني عميقة و سامة، قد تضر بالمجتمع أكثر من ما ترفه عنه للحظات.
أغلب النكث التي كنا نتداولها كانت ذات طابع تمييزي سواء عرقي أو بين شخصيات متناقضة كالمدني و القروي، و حتى أن هناك ما هي تمييزية بشكل كبير كالمغربي مع الفرنسي و الأمريكي و غيرهم تنتهي بأن المغربي هو الأبله و المضحك، صنف آخر منها ذو تمييز مهني كالرجل البسيط في الخدمة العسكرية و المعلم.
هنا سنقف عند آخر شخصية ألا وهو المعلم و عندما نقول المعلم أي بمفهوم الشكل العام باختلاف المستويات من الابتدائية إلى الجامعة فما فوق. شخص المعلم بعاميتنا السطحية في النكثة رمز البخل و صفات أخرى لا تليق به و مفترات عليه بكل تأكيد.
الغاية العظمى منذ زمن بعيد هو ضرب هذه الشخصية لما تحمله من ذلالات أصيلة و نبيلة، صانع الأجيال، المربي،المؤطر التربوي و غيرها من صفات كانت ومازالت في هذا الرمز، هي تحطيمه و جعله أبله النكثة و التبخبس من قيمته و بالتالي ضرب التعليم و المدرسة لأنه مصدر قلق و إزعاج و تهدید خطير على مصالح الغير مستفدين من مجتمع واعي، مثقف ، مجتمع يستطيع التمييز بين الصالح و الانتهازي . حقائق علمية و ملموسة وخاصة في المجتمعات التي أنصفت هذا الرمز فأنصفت شعوبها. لا يمكن نكران هذا الرمز لما له من فضل علينا و على من يحاربونه اليوم ، لا يمكن قبول ما وصلنا إليه من انحطاط له، لا يمكن تبرير فشلنا في الدفاع عنه إلى وسيلة لمهاجمته.
المعلم رمز و هذا الرمز لا يمكن تبخيسه و لو صدر بعض الزلات منه لأننا نعلم جيدا كيف اقتحم بعض منه هذا المجال .

 



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.