رمضان .. واخلاقيات الناس

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 07/06/2016 على الساعة 10:46 - 947 مشاهدة

2015_1391561815_794في كل عام يهل شهر فضيل مميّز بين شهور السنة، شهر ينتظره أكثر من مليار مسلم في مختلف أصقاع الأرض، يترقبون رؤية هلاله ليعلنوا بدء طقوسه من صيام وعبادة. إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .. شهر حباه الله الخير والبركة والمغفرة وحسن الجزاء.

في كثير من الأحيان يدور تساؤل حول أخلاقيات الناس، لماذا أخلاق العديد من الناس تتخذ في هذا الشهر شكلاً ومضموناً مثاليين يختلفان عنهما قبل رمضان وحتى بعده بقليل من الزمن؟ أليسوا هم الأشخاص أنفسهم؟ أليس ما كان يفعله البعض من تجاوزات، من كذب ونفاق ونميمة وارتكاب المعاصي قبل رمضان واضحاً وبيّناً؟ لماذا إذاً يُترك مؤقتاً لمدة شهر، ثم يعودون إلى متابعة ما توقفوا عنه بأشد مما كان سابقاً ليعوضوا ما فاتهم، وكأنهم كانوا بإجازة أو استراحة!

أليس كتاب الله المعجزة الأبدية القرآن الكريم موجوداً في بيت كل مسلم، ناهيك عن وجوده في بيوت الله بكثرة؟ في أيام هذا الشهر ترى الجميع منهمكين في تلاوته، بل يتسابقون ويتفاخرون بمن قرأ وختم أكثر .. ولكن بمجرّد انتهاء شهر الصيام والقرآن، تبدأ دورة أخرى للحياة مختلفة، من نسيان وتناسٍ وحجج لتبرير التقصير والإهمال الذي سيحصل بعد رمضان، بحجة العمل أو عدم توفر الوقت، وليركن بعد ذلك للزينة في المجالس أو في مقدمة السيارات، متناسين بأنه كلام الله الذي أنزل ليقرأ ويتعبد ويطبّق ما به، وليس للإهمال والزينة، إلا من رحم ربي.

يطمئن القلب، وتخشع الجوارح، وتسعد الروح بمنظر المساجد وهي تغص بجموع المصلين في كل أوقات الصلاة حيث تكتظ بهم أماكن الصلاة في الداخل والخارج لتشمل في كثير من الأوقات، وخصوصاً صلاة الجمعة والتراويح، الشوارع المحيطة بالمساجد في منظر يأسر الألباب، بجموع منتظمة يسيطر عليها الخشوع والسكينة بمنظر إيمانيّ مذهل، لتزداد جرعات الإيمان والعبادة كلما اقترب الشهر من توديع أهله .. سؤال يطرح نفسه بإلحاح وبحسرة، ما هذا التغير الذي يحدث بعد رمضان؟ هل التقرب إلى الخالق لا يكون إلا في رمضان أو بمناسبات معينة؟! وبعدها يعود كل إلى عادته، لكن يبدو أن «لكل امرئ من دهره ما تعودا»، أم لأن الطبع يغلب التطبع؟ ألا يدركون أن الخالق موجود في كل الشهور؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زكاة الجسد الصيام ..».



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.