اخر الأخبار

رجال منسيون …المطرب الشعبي الشهير عبد الكريم الفيلالي طريح الفراش

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 07/04/2016 على الساعة 11:01 - 1636 مشاهدة

 من فيض عبدة وأحراشها ظهر رجل نقش اسمه على جبين الأغنية الشعبية بعصامية قل نظيرها …

إنه المطرب الشعبي الشهير عبد الكريم الفيلالي .12931089_591394661029613_297932161195636636_n

إن الحديث عن هذا الرجل حديث يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن مسيرة فنية طويلة لا تخلو من مفاجئات ربما لا تعكس ما هو معروف عن الرجل لدى جميع من تعرف عليه فقط من خلال هذا البرنامج الممتع .

من هذه الزاوية ، إذن ، سأحاول التركيز على الوجه الآخر لعبد الكريم … عن المسكوت عنه في سيرة هذا الرجل الذي يعتبر جزء هاما من تاريخ الأغنية الشعبية بالمغرب . وربما هذا الوجه الآخر الذي سنتعرف عليه بعد قليل هو الذي ساهم في تهميش هذا الرجل وجعله غير مرغوب فيه لدى السلطات المحلية والمركزية .من هنا سأركز أولا على عبد الكريم النظًام الذي كانت له قدرة فائقة على نظم القوافي والأشعار … وقد تمكن بهذه الموهبة الربانية الخوض في جميع المواضيع الدينية والاجتماعية … كما تميز هذا الرجل أيضا بالتلحين والعزف والغناء… وبالتالي كان موهبة جماعة وحَفاظا للمتون الغنائية بامتياز ..لم يكن عبد الكريم نظاما تقليديا بقدر ما كان مبدعا وجريئا في طرح بعض القضايا التي تعبر عن هموم الناس … ومن تم كان محط شبهة لدى السلطات المحلية .04547de621ef1f78155d936c896e6061.large

كان عبد الكريم هو المؤلف ، والمخرج ، والممثل ، وكانت حلقته هي جمهوره الكبير . وهذا ما جعل السلطات المحلية بأسفي تستنفر جميع عيونها لمراقبة هذا الرجل المشاكس الذي اختار لغة الوضوح والبساطة واللحن الشجي للتواصل مع عامة الناس .

 كان يملأ الساحات الشعبية بشخصيته الصارمة بدون منازع … كان يمتلك شخصية كاريزمية تفرض نفسها على المتفرج سواء في ساحة سيدي بوالذهب ، وباب الشعبة ، والرحبة بحي تراب الصيني ، وسوق الإثنين بحي الكورس إلى جانب الأسواق الأسبوعية بإقليم عبدة .    صحيح أن عبد الكريم كان له منافسين على مستوى الحلقة أمثال حليمة الزاز الذي كان يلعب دور المرأة بطريقة ساخرة إلى جانب آخرين لا يتسع زمن البرنامج لذكرهم لكنه كان له أسلوبه الخاص في التعبير عن العقل الباطني لثقافة القهر . ومن تم يمكن اعتبار عبد الكريم الفيلالي جزء من منظومة الثقافة الشعبية التي صاغتها وبلورتها سنوات السبعينيات . 

إنه مطرب بامتياز … استطاع أن ينوب عن ملايين الصامتين في لحظة من لحظات تاريخ عبدة ، حيث تصدى لأسباب الرشوة ، والفساد ، واستنكر بأغانيه الطروبة كل أشكال الظلم والقهر … له حكايات لا يتسع المقام هنا لذكرها مع رجال القضاء بمدينة أسفي … وشخصيا  بعض فصول هذا الموضوع ذات مرة أنه خاطب أحد رجال البدلة السوداء بارتجال عفوي قائلا :

لون تبعتي حرفة باك

عَمر الخير ما يخطاك

وله حكايات أخرى مع الحملات الانتخابية بمدينة أسفي ، حيث كان يحول الحلقة إلى برلمان مصغر يطلق فيه العنان للسخرية السوداء من بعض وجهاء وأعيان المدينة المدعمين من طرف السلطة لاغتنام الكراسي الممنوحة سواء على صعيد الجماعة أو البرلمان .

كما اشتهر أيضا بإزعاج أحد عمال صاحب الجلالة بإقليم أسفي ، حيث كان يُشهر به في جميع الحلقات التي كان يقيمها بشجاعة قل نظيرها . وهذه الميزة هي التي جعلت حلقة عبد الكريم لا تجد فيها مكانا فارغا على الإطلاق ، وبوأته مكانة مهابة من طرف ساكنة منطقة عبدة قاطبة .  

على العموم ، لم يترك عبد الكريم أي موضوع إلا وتطرق إليه بطريقته الخاصة.  فقد جعل ساكنة عبدة ، في زمن ما ، يبحثون عن حلقته مثلما يبحثون عن أغانيه ويقتنونها . ميزته هو كونه كان سليط اللسان . يعبر ، بمعنى ما من المعاني ، عن وجدان الآخرين ، ويحول صمتهم إلى احتفال لقمع القمع . تلك شهادة نالها الرجل عن استحقاق وجدارة . وحولته ، مع مر الزمان ، إلى تاريخ لا بد من إعادة قراءته وفق مقاربات جديدة تعيد للرجل حقه وريادته كمطرب شعبي بامتياز . 

عن “اسفي اليوم “



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.