ذكرى تأسيس القوات الـمسلحة الـملكية مناسبة لاستحضار تضحيات وبسالة هذه القوات في السهر على حوزة الوطن وإشعاع أدوارها الاجتماعية

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 13/05/2015 على الساعة 16:56 - 928 مشاهدة

 
 
تحتفل القوات المسلحة الملكية ومعها الشعب المغربي، يوم غد الخميس 14 ماي  بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيسها، وهي مناسبة لاستحضار مدى تضحيات وبسالة هذه القوات وسهرها في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، وكذا إشعاع أدوارها الاجتماعية، تحت قيادة قائدها الأعلى، ورئيس أركانها العامة، جلالة الملك محمد السادس.
لقد شكل تأسيس القوات المسلحة الملكية (14 ماي 1956) إحدى أبرز المحطات التاريخية التي عرفها بناء الدولة المغربية الحديثة بعد الاستقلال، حيث حملت هذه القوات، كمؤسسة وطنية، على عاتقها مهمة الدفاع عن مقومات الأمة المغربية ومقدساتها وسيادتها الوطنية وهويتها الدينية والثقافية والحضارية، وذلك وفاء منها لشعار «الله، الوطن، الملك».
فمنذ بزوغ فجر الاستقلال، عندما كلف جلالة المغفور له محمد الخامس ولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني بتشكيل النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية، ظلت هذه القوات الباسلة واحدة من أهم المؤسسات التي واكبت بناء الدولة المغربية الحديثة وتطورها، وشكلت درعا واقيا لها ضد كل عدوان خارجي، وأداة وقاية وأمن وإغاثة عند وقوع الكوارث الطبيعية، كما ساهمت برجالها ومعداتها بشكل فعال في عدة مشارع تنموية بمختلف ربوع المملكة.
إن استعراض الأشواط التي مر منها تأسيس القوات المسلحة الملكية، يبرز مدى حرص جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ثم جلالة الملك محمد السادس، على إيلاء العناية الخاصة لهذه المؤسسة من حيث تكوين الضباط وضباط الصف والجنود في مختلف المدارس والمعاهد العسكرية الوطنية والأجنبية، وتزويد مختلف وحدات هذه القوات البرية والبحرية والجوية بالأسلحة العصرية وإصلاح أنظمتها وتطوير قيادتها.
وقد برهنت القوات المسلحة الملكية خلال زلزال أكادير سنة 1960 وعملية تافيلالت سنة 1956 وزلزال الحسيمة وضواحيها في فبراير 2004 وفيضانات بعض المناطق بالمملكة، عن قدرة لوجستية وتنظيمية كبيرة ساعدت على تقديم كل أنواع الإغاثة والدعم للمنكوبين، فضلا عن التعاون والتجاوب مع جميع المصالح والمؤسسات المعنية في هذا المجال.كما ساهمت القوات المسلحة الملكية في مواجهة مخلفات الفيضانات الأخيرة التي عرفتها المملكة، وذلك بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتشكل هذه العملية، المندرجة في إطار المهام الانسانية التي تضطلع بها القوات المسلحة الملكية في عدد من جهات المغرب، بداية برنامج وطني يروم تسهيل الولوج العلاجات وتقديم الدعم للسكان الذين يعانون من قساوة الطقس ووعورة التضاريس.
وتحظى القوات المسلحة الملكية بمكانة متميزة على الصعيد الإفريقي والعربي والدولي، وذلك منذ إيفاد أول تجريدة مغربية إلى جمهورية الكونغو سنة 1960، مرورا بالجولان وسيناء خلال الحرب العربية الإسرائيلية، وعملها في البوسنة وكوسوفو، وصولا إلى مشاركتها في العمليات الإنسانية بالكونغو الديمقراطية، والكوت ديفوار، وكذا في هايتي، وفي السياق ذاته شاركت تجريدة من القوات المسلحة الملكية في فبراير الماضي
في الاحتفالات المخلدة لذكرى اليوم التاسع للدفاع الوطني بالغابون، وكذا في الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسينية لاستقلال السينغال التي نظمت بدكار في رابع أبريل الماضي. وللحفاظ على الملاحم التاريخية التي سجلتها القوات المسلحة الملكية وتلقينها للأجيال المقبلة، تم إحداث اللجنة المغربية للتاريخ العسكري (ماي 2000) للإضطلاع بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في هذا المجال.
لقد رسخت القوات المسلحة الملكية، في الحرب كما في السلم، من خلال التضحيات التي تبذلها والأعمال المحمودة التي تقوم بها خدمة للوطن، اسمها في ذاكرة الشعب المغربي، الذي خلد باعتزاز كبير الذكرى 59 لميلاد هذه المؤسسة، التي باتت رمزا للسيادة الوطنية ودرعا للأمة.


مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.