قلت له و أنا للعشق رافضة، هو حلمي الأخير بل الموصد خارج أسوار قلبي. لكنني حقا وقعت في العشق دون إدراك مني، دون أن أنتبه لتربصاته و تنقله حولي، لا بل تنقلي حوله كفراشة، هكذا وجدتني أحلق من مكان إلى آخر من ربوة لأخرى ومن حياة لآخرى جديدة.
لقد وقعت في عشق لم أجربه من قبل، لازلت أعتبرني عذراء في كنفه، ولم يفسد عذريتي في العشق عشق قبله.
تبدو الحياة من خلاله أفضل بكثير، أسهل و أبهى، أنقى و أصفى، يلغي الشروحات و التساؤلات، و لا يترك مجالا إلا للدهشة. و ما العشق لولا الدهشة ؟ لولا ذلك الفضول الطفولي ..
أحب هذه العاشقة الجديدة، وأريدها أن لا تستقيل، أن تظل هكذا هائمة في ماهي منشغلة به، تائهة عما سواه، تكبر معه و تصغر به، تمضي الأيام رفقته و لا تمضي، تسكن إليه وتسكنه. هذا العشق مختلف جدا، لا إلتزام فيه أو إجبارا إذ لا اكراه مع العشق.
أما عن ذلك النوع الآخر من العشق، فأتركه داخل الكتب أطل عليه من النافذة بين الحين والآخر. فأنا لا أحب أن أُخضعَ قلبي لسلطة اخرى .. لأنني ولدت كي أكون حرة .