حين تأسست الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في 26 نونبر 1978 جسدت الآمال العريضة والرغبة الأكيدة في انبلاج فجر نقابي جديد يحمل معه ما فقدته الطبقة العاملة طوال سنين التسلط البيروقراطي ولم يخامر ادني شك أي مناضل من أن هذا المولود الجديد سوف يعيد لكل نقابي اعتباره ويكسر أغلال التسلط الذي كبل وعي وتحرك الكادحين النضالي .
ولقد اندفع العمال في تلاحم تام عبر النضالات المتنوعة توجت بإضراب 10و11ابريل 1979 لقطاعي التعليم والصحة وهو الإضراب الذي تكسرت على صلابته كل الإجراءات التعسفية ، ويمكن القول انه أول إضراب حرك الشارع تضامنا مع المضربين واستخلص البعض من هذه الحركة التضامنية نتائج الممارسة الديمقراطية في العمل النقابي سواء على صعيد الوعي النقابي أو الوعي الطبقي ،أما الانتهازيون فرأوا فيه تهديدا لمخططهم الرامي إلى موسمة العمل النقابي أو فولكلوريته في الأعياد العمالية .