كيف تصبح رائعا في يومين …
كيف تتغلب على الصعاب في دقة واحدة ..
كيف تحل مشاكل الكرة الأرضية بتمارين بسيطة …
كيف تنجح في الطب دون تحراف ..
كيف تصبح مثقفا في ساعتين …
كيف تمتلك الشخصية القوية و تصبح محبوبا عن سكان زحل …
كيف تصطادين عريسا في خرجتين !
بمثل هذه العناوين الكئيبة صارت تزخر مكتباتنا … أليس من العيب أن نبيع الوهم للناس … علمتني التجربة أن أي كتاب يبدأ بكيف .. لا يعول عليه … لست ضد التنمية البشرية و البرمجة و ديكشي كاامل ، لكنني ضد التبزنس ببساطة عقول بعض القراء … كيف تتخيل أن تمنحني الشخصية الواثقة المتزنة السليمة الرضية المطمئنة ، من خلال قراءة كتاب بمئتين صفحة … و المكي ديال الصخيرات هاذا !
أقسم بالله أني كلما حملت كتابا يتحدث عن تحقيق الأهداف و تطوير الذات .. إلا وجدته يعيد نفس أفكار و يجتر نفس المحاولات التي عرضها في كتاب سابق ، يتحدث عن إدارة الأعمال ، أو ترتيب الأولويات ، أو تنظيم الوقت …
جمل جمل جمل … يبيعون الهواء للناس … و المساكين لأن لا وقت لديهم للبحث عن المشكل الذي يعانون منه ، و معالجته بطول بال و صبر و مجاهدة و ان استدعى الأمر سنين و أعوام … فإنهم ينهالون على أول عنوان يقدم لهم الحل السريع في خمسة أيام أو ستة …
و المبيعات بالملايين … فتجد كتاب فكري أو علمي أو تربوي لا أثر له في كبريات المكتبات … في حين كتب لكتاب لم يعرفهم لا العلم و لا الأدب و لا الفن و لا الفكر … توضع على واجهاتها … فقط لأنها كتب عليها … كيف تصبح ميليونيرا …
سألت يوما صاحب مكتبة … أرجوك ، أريد كتاب ستيفن هوكينغ .. تاريخ موجز للزمان …
قال لي ، معرفتش أنا منين كتجيبي هاد سميات … راه متلقايش هادشي فحتى مكتبة … شوفي ليك شي حاجة من هادشي لي فالتخفيضات .. فألتفت لأجد … الكبائر .. ، عذاب الدار الآخرة .. كيف تصبح قائدا … كيف توفر راتبك
قلت له الله يكثر خيرك … و في نفسي أردد …، بنت ليك أنا كنتخلص بالدوفيز … !!