خصال ومناقب ومواقف حكيمة الى روح المناضل نورالدين اشبيكي

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 17/10/2015 على الساعة 12:36 - 1248 مشاهدة

10553336_1508630202684498_3630447933257669397_n اختفيت بسرعة البرق وكلمح البصر وتركتنا فريسَة للذُّهول والشك والرُّعب، حتَّى أننّا لم نصدِّقْ ما جرى ولم نستوعبْ الحدث إلا بعد زمَن.

عظيماً كنتَ في كُلِّ ما قلتَ وما فعلتَ.

حكيماً كنت في كل فِكْرٍ حَمَلْتَ.11695725_10204721039093282_7366539937951197456_n

تواضَعْتَ وعجزنا عن تقليدِكَ فأصبحْتَ المثَلَ والقدوة فكرهَتك الكبرياءُ ونفرتْ منكَ العجرفَة، نذرت نفسَك للنَّاس وحمِلت همومَهم وأصبحت جملَ المحامل، بعد ان عزفتَ على قيثارتِك لحنَ المساواةِ والإخاءِ والتآخي والوفاءِ، وعدْتَ وأوفيْتَ أعطيْتَ واغدقتَ.

زرتَ المريضَ ووقفت بجانب اليتيم وساعدت الارملة فأحبَّكَ الجميعُ، الصغيرُ قبلَ الكبير 

ضحَّيتَ الكثير وكنت السَّخيَّ بالوقتِ والمالِ والجهدِ والعرق.

 

منذ ولادتك تغذَّيتَ بحليبِ هذا الوطن، أحببت كلَّ ذرَّةِ ترابٍ، بل قدَّستها وعفَّرْتَ وجهك بها.

وفي شبابك زدْتَ حماساً ووطنيَّة، فطالبتَ بحقوق عمال  سُلبت وناضلتَ من أجل إعادتِها بالعمل الدَّؤوبِ بالايمان، بكلمة الحقّ وبالحجَّة.

لم يُغْرِك ولم يُثنك عن عزمِك كل الالوان الا الأصفر الرَّنان، بل ملأتَ جيوبَك وخوابيكَ وخزائِنكَ بالمحبّةِ والاخلاص والوفاءِ.12088425_10204909916499465_8117775044780513275_n

لم ترغب زعامة جوفاءَ فارغة لأنكَ لم تهوَ المناصبَ والكراسي وفضَّلتَ قاعدة الهرم على قمَّتِهِ وقلتَ في نفسك سأبني القاعدة ليكون الهرمُ قويَّاً ثابتاً كالطودِ الأشمّ وقلتَ في نفسك سأجمعُ من حولي ما استطعتُ من سواعدََ نظيفةٍ وقلوبٍ طاهرةٍ نقيَّةٍ مؤمنةٍ بالله وبالقضيةِ وبالعدالةِ فبقيتَ في وسطِ العمال  حبيبَ العمال  جنديَّاً شاكي السلاح لا يكلّ ولا يملّ وجواداً يُحَمْحِمُ حتى كوّنتَ مناضلين يؤمنون بمبادئ النضال

كنت الأبَ الحنونَ والزوجَ الصالحَ فكوّنتَ اسرة، ربّيتَ وهذبتَ وبنيتَ وأنشأتَ فنعمَ البناءُ ونعمَ التنشئة.

شكَّلتِ الاخلاقُ القاعدة الذهبَّية لبيتك وأسرتك – أصبحت أنت وأسرتك مضربَ المثل. ولقد وقفت الى جانبك تدعمُك وتحملُ جزءاً من همومك لتخفّف عنك العبء إمراة مؤمنةٌ صالحةٌ فاضلةٌ فوفرت لك الوقتَ لأجل الآخرين.

فها هم أولادك  يقسمونَ اليمينَ بأنهم على طريقك سائرون يصونون الامانة التي تركْتها ويعملونَ بحسبَ وصاياك وتعاليمِك.

أيّها الغائبُ الحاضرُ فينا

نشتاق لك لانَّا نحبّك، كنت خيرَ جليس وخيرَ سمير.

تركتَ بصماتِك في كل زاويةٍ من زوايا عملنا 

نشتاقُ لك كلما حلّ ربيعٌ ورحل شتاءٌ، كلما عادت الطيورُ من رحلتِها البعيدةِ، نشتاقُ لكَ مع طلَّةِ كلّ صباح، مع كل فنجان قهوةٍ نرتشفه ومع كل بسمةٍ تزيّنُ ثغرَ طفل حزين.
تركتنا ولكننا نفتقدكَ ولن ننساكَ، ستبقى الرَّمز والعلم والمعلم.
وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.