التقاعد عند الأغلبية يعني الابتعاد عن الحياة المهنية والأعمال المتعبة وبداية راحة مستحقة بعد سنوات طويلة من الجهد ليتحرر المتقاعد من قيود الوقت والرسميات ويكتفي بذكريات أيامه في العمل، لكن بالنسبة للبعض هو فرصة لكل من هو قادر على العطاء لمزيد من العمل مجددًا.
كثير من المتقاعدين من ذوي الدخل المنخفض تقابلهم زيادة أعباء الحياة وغلاء المعيشة، وبالتالي أصبحت مواصلة العمل بالنسبة لهم اضطرارًا أكثر منه اختيارًا وذلك لتغطية الحاجيات اليومية نظرًا لضعف راتب التقاعد.
أصبحت اليوم فئة كبيرة من المتقاعدين لا تعرف للراحة طعمًا، وتختلف أسباب اللجوء إلى العمل الموازي لمنحة التقاعد غير أن أهم هذه الأسباب وفق ما التقيناهم هي مجابهة غلاء المعيشة. لكن العودة إلى العمل بعد الستين لا تُعزى فقط إلى الحاجة للمال بل تُعتبر حلًا لمحاربة الفراغ والاكتئاب لدى من تعودوا على وتيرة حياة نشيطة.
بالنهاية، يضطرّ عديد المتقاعدين للالتحاق بالعمل مجددًا في اتجاه يسير عكس إرادة الحياة التي تستوجب راحتهم بعد تعب سنين لأجل إعالة أبناء مازالوا يدرسون أو أبناء تخرجوا ولم يجدوا عملًا، فيصبح من الضروري عليهم البحث عن وظيفة جديدة لتتغيّر الصورة الحالمة التي كانت مرسومة في خيال البعض منهم.
فمن عبء السنين والكبر إلى تحمّل أعباء أخرى والبحث عن طريقة جديدة لتحصيل القوت.
هي أعباء تختفي معها الصورة الوردية المعروفة عن مرحلة التقاعد وراحة البال ليتحمّل بعضهم روتينًا آخر قد يكون أكثر ثقلًا.