ثمة من يريد أن يفرّق بين مطالب النخب السياسية الإصلاحية ومطالب الشارع، باعتبار أنّ اهتمام المواطن العادي لا يتجاوز المطالب الاجتماعية والاقتصادية العادية، من حياة كريمة وتعليم وخدمات وصحة وفرص عمل ومعاملة محترمة. وهي مطالب تبتعد كثيراً عن سجالات النخب ومعاركها السياسية والإعلامية.
فعندما يقدم مواطن عادي على تبليط حفرة من حفر ” المجلس البلدي ” المدينة. لا لشئ وانما لغيرتة على رونق وجمالية حيه وتفاديا لوقوع حوادث وغالبا ما وقعت .
صحيح أنّ مطالب المواطنين ما تزال في إطار المطالب الاقتصادية الطبيعية، لكنّها تتطور اليوم من خلال حركات احتجاج على الأرض وفي الفضاء الالكتروني، وتؤدي بصورة متوالية ومتسارعة إلى سلسلة من الاستنتاجات التي ستؤدي في نهاية اليوم إلى اكتمال الحلقة المفقودة بين النخب والشارع، وتجميع المطالب وتكثيفها من خلال عناوين محددة، مثلاً: الديمقراطية، العدالة، الكرامة.
كيف ستكتمل الحلقة المفقودة؟.. عندما يبدأ المواطنون بالبحث عن إجابات للأسئلة التالية: لماذا هذه المعاناة الاقتصادية والضغوط اليومية؟ لماذا هذه الفجوة الطبقية الفجّة؟ لماذا أعمل وأجتهد وأتعب، وأدفع الضرائب، ثم لا أشعر بالاطمئنان؟ لماذا لماذا لماذا ؟….
ما يعزز القناعة أنّنا على مسافة قدم واحدة من ولادة الدفع الإصلاحي الحقيقي هو ما نلاحظه من أجواء تفاعلية كبيرة، وتحديداً لدى الطبقة الوسطى، لكن المطلوب أن تنتقل من الغرف المغلقة والفضاء الالكتروني إلى الحوار الحر الصريح في الهواء النقي للإجابة عن التساؤل: ماذا نريد؟ وكيف يكون ذلك؟