الجديدة : مؤسسة ام الربيع للتعليم الخصوصي تنظم اسبوعها الثقافي الثاني تحت شعار “المغرب -افريقيا ..التاريخ والهوية المشتركة “

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 22/03/2019 على الساعة 13:23 - 1176 مشاهدة

IMG-20190321-WA0007تحت  شعار : ” المغرب – افريقيا ..التاريخ والهوية المشتركة  ” تنظم مؤسسة ام الربيع بالجديدة  فعاليات أسبوعها الثقافي  في نسخته الثانية الممتد من الاثنين 27 مارس الى غاية 29 مارس 2019.ويتضمن هذا الأسبوع الثقافي ضمن فقراته مجموعة من الأنشطة التربوية والفنية والثقافية والمسرحية والرياضية بالإضافة الى معارض متنوعة ستفتح طيلة أيام الأسبوع بفضاء المؤسسة ,وسيختتم بحفل فني تتخلله فقرات متنوعة من انجاز تلاميذ المؤسسة .
والجدير بالذكر أن هذه الفعاليات سهر على اعدادها ثلة من الأساتذة والاداريين بالاضافة الى تلاميذ المؤسسة بمختلف مسالكهم.

وتعود علاقة المغرب مع إفريقيا إلى قرون، فرغم قربه من أوروبا وتميزه بتمازج الهوية الأمازيغية والأندلسية والعربية، إلا أن الهوية الإفريقية حاضرة دائما. حيث تضل القارة الإفريقية الفضاء الطبيعي الذي يحدد الطبيعة الجغرافية للمغرب. وتمتد علاقة المغرب مع جنوب الصحراء منذ قرون خلت، وعرفت تبادل سفراء وممثلي دول وهدايا وهبات وتبادلات اقتصادية، وخاصة في عهد بعض السلالات الحاكمة كالمرابطين والموحدين والسعديين والذين امتد حكمهم إلى إفريقيا الغربية كما هو الشأن في عهد المنصور الذهبي. و في عهد آخر سلالة حاكمة وهي العلويين استمرت العلاقات بين المغرب وبقية الدول الإفريقية، بل وانتعشت مع انتشار التصوف وتأثير الزوايا على العديد من الدول الإفريقية وازدياد أتباعها ومريديها هناك.

لقد ظل البعد الديني الروحي حاضرا في العلاقات المغربية/الإفريقية، بمساندة امتداد تأثير العديد من الزوايا التي انتشرت فروعها بالعديد من الدول الإفريقية، وخاصة الزاوية القادرية والتيجانية، بالإضافة إلى انتشار المذهب السني المالكي الذي يتبناه المغرب  والمعروف عنه الوسطية والاعتدال، وسيادة قيم التسامح والانفتاح على الآخر، ما ساعد أيضا في انتشاره بالعديد من دول غرب افريقيا.  ولا زال إلى اليوم يعتبر المغرب مرجعا دينيا للأفارقة.

كما كرست هذه الروابط الزيارات الأخيرة والمتتالية لملك البلاد والذي يعتبره العديد من المتصوفة الأفارقة أميرا للمؤمنين ومرجعا دينيا وزعيما روحيا لأنه من سلالة النبي محمد، وعلى هذا الأساس  تم بالمغرب وبرعاية ملكية تكوين العديد من الأئمة الأفارقة وترميم وإصلاح عدد من المساجد والمدارس القرءانية، وطبع وتوزيع نسخ من القرءان الكريم. كما تم تقديم منح لطلبة قادمين من دول افريقية مختلفة قصد متابعة تكوينهم في مختلف الجامعات المغربية بما فيها الأكاديميات العسكرية، بالإضافة إلى أنه جرت العادة على توجيه دعوات دائمة للعلماء والفقهاء الأفارقة للحضور والمشاركة في الدروس الدينية التي ينظمها الملك كل سنة خلال شهر رمضان والمعروفة بالدروس الحسنية.

وارتكز المغرب على هذا النفوذ والحظوة الدينية عند الأفارقة وأصبح يعتمد عليها في تحسين علاقاته الدبلوماسية مع العديد من الدول. وعلى هذا الأساس تمت إعادة صياغة علاقات جديدة ومتجددة مع الزاوية القادرية وأيضا التيجانية، وتم عقد ملتقى المنتسبين للطريقة التجانية في كل دول العالم بالعاصمة الثقافية والروحية للمغرب فاس، ويعتبر العديد من الأفارقة أن زيارة المغرب والزاوية التيجانية واجبا دينيا وروحيا. وإلى الآن تعتبر مدينة فاس وضريح سيدي أحمد التيجاني مزارا ومحجا للعديد من المريدين والوفود الآتية من غرب وجنوب إفريقيا.

وبسبب أهمية الدبلوماسية الروحية الموازية ودورها في الحفاظ على استمرارية العلاقات بين المغرب وإفريقيا، فإن المنظومة الدينية والمجالس العلمية ورابطة العلماء ووزارة الأوقاف والأحزاب والجمعيات وكل مؤسسات المجتمع المدني مطلوب منها  العمل أكثر بالموازاة مع عمل الجهات الرسمية في هذا الإطار، وخاصة وأن هناك منافسة مغاربية على النفوذ الديني والروحي  في إفريقيا.

والهدف يبقى هو العودة إلى تعميق العلاقات أو العلاقات الطبيعية التي سادت بين المغرب والدول الإفريقية منذ قرون خلت. والتي هي بالأساس علاقات شعوب وحضارة وأفراد ينتمون لنفس الأرض ويتشاركون نفس الطبيعة والهوية والعرق.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.