نعلم تماما ان تاريخ المدن يرتبط بتراثها العمراني وهو الشاهد على عراقة المدينة يروي تاريخها من خلال المعالم التراثية الخالدة في المدن وهو ما يدفع الدول المتحضرة الى حماية المخزون العمراني القديم وصيانته والحفاظ عليه كشاهد على التاريخ الجميل.
وهنا.. نكتب من جملة القهر ونحن نتمعن بإغفاءة طويلة، لسجن ” الصوار ” بالجديدة وقد استمرت هذه الإغفاءة عشرات السنين من دون أن يوقظها أحد من سباتها،
وللأسف.. فإن مثل هذه السجن ، بقى مهجورا واسير الاهمال والتجاهل المستفز!.. فبدلا من ان تصبح شواخص مكملة لتزيد من رونق المشهد الحضاري، تصبح مناطق مهمشة وخرائب آيلة للسقوط والاندثار.. لنتوقف بحزن امام عدم اكتراث من يهمه رعاية وحماية حي الملاح التراثي ويبقى الإهمال سيد الموقف والمشهد المؤسف يمثل أمامنا..!
ننظر بعين الأسى ما يعيشه «سجن الصوار» من اهمال صارخ، وغياب طويل لفرق الترميم والتي لم تلامس معداتها حجارة السبيل منذ فترات طويلة؛ ما اسهم في تردي احوال هذا السجن في قلب حي الملاح، والذي هو احدى المحطات الرئيسة للمجموعات السياحية التي يحرص على زيارتها ، وربما تصاب بالدهشة جراء ما يعيشه من اوضاع مأساوية واهمال لافت..!
وعلى صلة وقهر ووجع.. من تقوده خطاه نحو هذا سجن الصوار سيرى بام عينه كيف تحولت جنباته الى حفر واهمال، محاطا بأرتال القمامة القادمة والازبال .
.. وإلى ان يُصغي من يهمه الأمر لصرخات ساكنة المدينة واستغاثاته الموءودة، سيبقى الحال على ما هو عليه، بكل ما في الملف من اهمال وتقاعس الجهات المعنية عن القيام بجزء من واجباته والاعمال المنوطة بها..!