نظم المجمع الشريف للفوسفاط بالجديدة محاضرة للاختصاصي في التحليل والعلاج النفسي الدكتور مامون مبارك الدريبي تحت عنوان عنوان “افتحاص وتدبير الاكتئاب المدرسي والثقافي والعاطفي عند الاطفال الصغار والكبار “.
وذلك مساء يوم الاحد باحدى القاعات التابعة للمجمع ، و ذلك احتفاءا من المجمع الشريف للفوسفاط OCP بالمرأة في عيدها الأممي وبحضور ازيد من 200 امراة .
وتطرق الدكتور مامون مبارك الدريبي الى التغيرات التي تفرضها مرحلة المراهقة المبكرة من سن 12 ــ 14 سنة، والمتوسطة من 15 ــ 17 المرتبطة بالتغيرات والنمو الجنسي، والجسمي، والنفسي، وما ينتج عنها من نزعة نحو الاستقلالية، وإثبات الذات، من خلال العناد، والتحدي، والمغامرة، وإثبات الذات، وأن يتوافقوا مع البيئة المدرسية، ومع المجتمع. وفي المقابل، تواجه هذه الحاجات النفسية للمراهقين بمعالجة خاطئة، وأساليب في التنشئة تعتمد على الحدية بين القسوة والرعاية الزائدة.
كما برهن على ان المراهق في هذه السن يحس بالحساسية والنمو الوجداني العاطفي، مما يجعله أكثر عرضة للاضطرابات النفسية. ومن أشهر الاضطرابات التي يتعرض لها المراهق الاضطرابات المزاجية، وأهمها الاكتئاب.
وأن الاكتئاب ينتشر في مرحلة المراهقة المبكرة أكثر من انتشاره في مرحلة الرشد، وأن الاكتئاب في هذه المرحلة الحرجة من مراحل النمو تطغى أعراضها بسبب المطالب الأكاديمية والاجتماعية. وعندما يتعرض المراهق للتقييمات السلبية بسبب تقصيره الأكاديمي يتعرض للاكتئاب نتيجة تقييمه السلبي للذات.
وتقييم الكفاءة الأكاديمية والاجتماعية بشكل سلبي يؤدي إلى تراجع «بزوغ مخطط الذات». ويرى «الدكتور مامون مبارك الدريبي »، هنا، أن المعلومات البحثية في تراث علم النفس تدل غالباً على تزامن بين صعوبة الأداء المدرسي والاكتئاب، وقد وجد في المجتمع الصيني أن التلاميذ الذين يعانون من الاكتئاب يكون مستوى تحصيلهم متدنياً.
ولهذا يغفل كثير من التربويين أهمية خبرة الفشل، وخبرة النجاح في النمو النفسي، وظهور الأمراض لدى التلاميذ الصغار، ومن هذا المنطلق قد تتسبب المدرسة في نشوء المرض كإحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، من خلال ممارسة الأدوار التربوية الخاطئة، ومن هنا يتعاظم دور المدرسة التربوي في نشأة المرض النفسي، وتكريس هوية الفشل المصاحب لمشاعر التقييم السلبية للذات والمجتمع.
ولهذا يرى المختصون في علم النفس أن التلميذ يجب أن يجرب خبرة النجاح ويلامسها، لأن النجاح يولد النجاح، والفشل لا يولد إلا الفشل.