في إطار تفعيل الإستراتيجية التشاركية بين وزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير في مجال حماية التلاميذ من كل أشكال المخاطر التي قد تهدد حياتهم أو سلامتهم الذهنية و الجسدية، تتواصل بمدينة الجديدة فعاليات الحملة التحسيسية المنظمة من طرف الأمن الإقليمي بالجديدة
لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية ، حيث تم يوم الثلاثاء 09اكتوبر 2018 تنظيم لقاء تواصلي بمؤسسة الملاك الازرق أطر اطر من ولاية الامن الاقليمي .
وفي كلمته الافتتاحية رحب مدير الثانوية بالحضور، مقدما شكره الجزيل للهيئات الأمنية بمختلف مستوياتها على المجهودات التي تبذلها للحفاظ على أمن وسلامة وممتلكات المواطنين ،منوها بما تقوم به شرطة الأمن المدرسي من أدوار لحماية المؤسسات التربوية وفق مقاربة تشاركية ، بعدها قدم العميد عرضا أمام تلاميذ المؤسسة أبرز من خلاله أن هذا اللقاء التواصلي يندرج في سياق الإستراتيجية الجديدة للمديرية العامة للأمن الوطني التي تروم الانفتاح على محيطها ،وترسيخ قواعد القرب من انشغالات المواطنين قبل أن يتناول بالشرح والتحليل ظاهرة التعاطي للمخدرات وتأثيراتها السلبية المختلفة على الأفراد والمجتمع ، موضحا بان هده الآفة الخطيرة القاتلة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في الوسط المدرسي و أصبحت بالتالي خطرا يهدد التلاميذ والشباب نظرا لتفاقمها بشكل مزعج، مبرزا خطورة التعاطي للمخدرات و التي تؤثر مباشرة على الفرد وعلى بناء المجتمع ، وله انعكاسات وآثار اجتماعية واقتصادية ، تنعكس على الفرد والأسرة والمجتمع ، ولاحظ العميد تفشي ظاهرة المخدرات بمختلف أصنافها وبشكل كبير بمحيط المؤسسات التعليمية ، بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف المصالح الأمنية التي تتعقب تجار ومروجي ومستهلكي المخدرات بالقرب من المدارس ، حيث أن تجار المخدرات ومروجيها وجدوا في التلاميذ سوقا خصبة لترويج بضائعهم، من خلال استغلال تواجد التلاميذ أمام أبواب المؤسسات التعليمية، ونسج علاقات صداقة تتيح استهلاك وبيع هذه المخدرات بصفة تدريجية ومدروسة وللحد من هذه الآفة خلص العميد إلى وجوب المواكبة النفسية والاجتماعية ذات الطابع التحسيسي والتربوي للمتعلمين ووضعهم تحت المراقبة المستمرة من طرف الأسرة والمدرسة، مع توفير الأمن المدرسي من الإدارة التربوية ومصالح الدولة مع تغطية ومراقبة محيط المؤسسات التعليمية ، وضبط مروجي المخدرات وتقديمهم للعدالة، تكوين فريق مراقبة ويقظة مشكل من التلاميذ أنفسهم ، وتبليغ الإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية بالمشتبه فيهم من التلاميذ المتعاطين للمخدرات ، وأيضا المروجين الغرباء، وانتقل السيد العميد في عرضه القيم الذي لقي استحسان ومتابعة خاصة من طرف تلاميذ المؤسسة إلى موضوع الوقاية من العنف بالوسط المدرسي مشيرا في الوقت ذاته إلى الأسباب الحقيقة لتفشي هذه الظاهرة بحيث تحولت الفضاءات المدرسية في بعض الأحيان إلى مسرح لارتكاب مجموعة من الأفعال المخلة بحرمة المؤسسات التربوية (عنف، تحرش، ترويج للمخدرات، إتلاف للممتلكات العامة، أفعال فظة، إخلال بالحياء…) وارجع أسباب ذلك إلى غاب الدور التربوي ليحل معه سلوك هجين و نزوح نحو العنف و العدواني ، تراجع دور المدرسة و غياب الوازع التربوي في ظل تحول اجتماعي و تغير أنماط العيش بالمغرب و تأثير العولمة ، وللحد من هذه الظاهرة و قدم عميد الشرطة بعض الحلول منها ضرورة توفير الأمن الشخصي والاجتماعي ووضع حد لظاهرة العنف بالوسط المدرسي، نشر فكر توعوي لفائدة المتمدرسين من أجل حثهم على نبذ العنف عن طريق التحذير من خطورة الإدمان على المواد المخدرة، عدم مرافقة ذوي النيات السيئة.
وأنهى المحاضر العميد عرضه بالتطرق إلى موضوع الانترنت انطلاقا من جوانبه السلبية ومخاطرها على المتعلم ، مشيرا إلى أن الإدمان على الانترنت وهي ظاهرة مرضية تؤدي إلى اضطرابات نفسية ، كما أن الانترنت يؤثر في سلوك وأخلاق الطفل ، وذلك بسبب مشاهدة المواقع الإباحية والأفلام العدوانية والعنيفة ، الأمر الذي يؤثر على سلوكيات الطفل وتصرفاته مع الآخرين ، قد يتعرض الطفل لقرصنة معلوماته الشخصية من قبل مجرمي الانترنت، وقد اختتم العميد عرضه بتقديم نصائح مهمة للمتعلمين منها : مراقبة تصرفات الأطفال وسلوكهم عند استخدام الانترنت ، والعمل على وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف بالمنزل ، مع ضرورة تواجد أحد الأبوين أثناء استخدام الطفل للانترنت، الحرص على توفير الوعي الديني والتربية السليمة للمتعلم ، بحيث يكون هو الرقيب على نفسه عندما يتصفح مواقع الانترنت.
ومن جهته أبرز العميد رئيس خلية الأمن المدرسي في تدخله الدور الذي يلعبه رجل الشرطة في توفير الأمن ونشر الطمأنينة في حياة المجتمع بصفة عامة وفي محيط المؤسسات التعليمية بصفة خاصة ،لافتا انتبتاه المتعلمين إلى الدور الإيجابي الذي ينبغي أن يلعبه المواطن لدعم المجهودات المبذولة من طرف مختلف المصالح الأمنية في سبيل تكريس واقع الاستقرار والطمأنينة الذي تنعم به البلاد، مؤكدا أن فرق الأمن المدرسي مكنت في إطار جولاتها وحضورها المستمر بمحيط المؤسسات التعليمية من تطمين العاملين بهذه المؤسسات وتلاميذها وتوفير شروط مناسبة وآمنة للعمل والدراسة.