الجديدة : «الأسرار المدفونة» … في حياة حفّاري القبوربمدينة الجديدة

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 10/12/2018 على الساعة 14:59 - 519 مشاهدة

47683402_2211643825553152_2415771735082139648_nحفروا الكثير من القبور، وأهالوا التراب على جثامين الموتى من المسلمين ، يعملون في كل الظروف، بالحر والبرد، في صمت ربما لحرمة المكان وطبيعة العمل، لكنهم الآن يتكلمون مع « مزكان بريس » عن أسرار مهنتهم المدفونة.

إنهم حفارو القبور في مقابر مدينة الجديدة الذين يهندسون عملية انتقالنا من الدنيا للآخرة، بحفارة يدوية وفاس تخفي حكمة قل تواجدها، وربما نمت وترعرعت بالوجود جوار من انتقلوا إلى دار الحق.

رواتبهم تلامس ” اكرامية الناس “، لكن الفائدة الأكبر من هذه المهنة، كما يراها الحفارون، هي قربهم من المولى عز وجل، يعملون 24 ساعة، ويدبرون طعامهم بأنفسهم، وما بين العمل والراحة حكايات أياد تحمل أجساداً .
البداية كانت مع حفار القبور ” م ح ” الذي يعمل في هذه الوظيفة منذ عشر سنوات، ويعمل كذلك على تشغيل المعدات التي تساعد في حفر القبور.
استهل كلامه ، قائلاً «البدء في تجهيز القبر يكون من خلال استخدام الحفارة اليدوية . حفارو القبور يقومون بعد حفر القبر بواسطة آلة الحفر اليدوية بتجهيز أطرافه وأجنابه لجعلها متساوية ومعدة لاستقبال الجثمان. وبداخل القبر يتم اعداد اللحد والمصطبة التي يوضع بجانبها الجثمان».
وعن آلية العمل والتنسيق، يقول «يتم ابلاغنا من طرف عائلة المتوفى او منطرف سلئق سيارة نقل الاموات ، ويبدأ الدفن إما صباحاً قرابة الساعة التاسعة، أو بعد صلاة العصر»، مضيفاً «الجنائز تأتي بالدور تباعاً، وكل جثمان يكون معه إما عاملان أو ثلاثة من الحفارين ليحملوه وينزلوه القبر». وعن الحالات التي لا يكون فيها للمتوفي أقارب من الحضور، قال «إذا كان هناك جنازة ليس بها أقارب للمتوفى يستطيعون النزول للقبر، يقوم العمال عندئذ بتلك المهمة، وهناك أقارب بعض المتوفين يفضلون أن يقوموا بأنفسهم بحمل الجثمان».
وحول الفرق في التعامل بين جثامين الرجال والنساء، بين أن «التعامل مع جثامين النساء يكون من خلال فتح أربطة الكفن (عند الأرجل والوسط والرأس) فقط دون اللمس. وإذا كان الجثمان لرجل نقوم بكشف وجه، أما إذا كان الجثمان لأنثى فأهل المتوفى هم من يقومون بتلك المهمة».
وتحدث  عن التوقيت والمدة التي تستغرقها عملية انزال الجثمان للقبر، قائلاً «تستغرق عملية إنزال قرابة من 10 إلى 15 دقيقة»، واستدرك قائلاً «لكن تدخلات البعض ممن يحضر عملية الدفن هي التي تعطلنا عن عملنا».

حول طبيعة الخوف من المهنة قال الحفار  « كنت في البداية أخاف وأحلم بكوابيس، لكن الآن اعتدت الأمر فأنا أعمل بشكل يومي، هذه المهنة جعلتني أقرب للمولى عز وجل فأنا أعمل في آخر مكان في هذه الدنيا ». وعن الأوقات الصعبة التي يعمل بها قال «أحرص على أن أكون متوضئاً قبل بداية الحفر وهذه المهنة علمتني أن أعد العدة لقبري قبل أن أوضع فيه.»

التقت  كذلك مع حفار القبور البالغ من العمر 42 عاماً و الذي يعمل منذ عامين تقريباً بهذه المهنة حيث أكد أن هذه المهنة تتميز بأنها تقربه من الله.  وأضاف «هناك قبور تكون سهلة الحفر وهناك قبور أخرى متعبة تحتاج لجهد. فالعمل ليس عيباً وهذه مهنة تزيد من قربنا من المولى عز وجل، لكن أيام الحر والرطوبة أصعب ما يواجهنا».

 

محطة  الأخيرة كانت مع الحفار الذي تحدث عن مقاسات القبور، قائلاً«مقاسات القبور موحدة، ولكن هناك بعض الحالات التي يكون فيها الجثمان كبيرا فنحتاج لتوسعة القبر ويبلغنا بذلك المغسلون».



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.