نظيرة الكيحل
إن سألت عن سر تقدم دولة ما في التاريخ القديم والحديث فستجد التعليم سرا من أهم الأسرار. فبالتعليم ترتقي الأمم وتُبنى حضاراتها. لذلك تولي كل الدول المتقدمة أهمية قصوى له وتخصص له الميزانيات الكبرى.
في المغرب تعاقبت الحكومات وتوالت السياسات التعليمية من فرنسة الى مغربة. فتم تكوين أساتذة مغاربة لتعليم أبناء المغاربة بعد الاستقلال، فكانت للأستاذ رمزيته ومكانته في المدرسة والشارع.
أحدِثت المدارس الخاصة وأصبحت تنافس المدارس العمومية وتوظف نسبة مهمة من حاملي الشهادات من المعطلين فأصبحوا أساتذة بعنوان بارز “العقدة”. هذه الشريحة المهمة ممن تشملهم تسمية “أستاذ” لم تشملهم الدولة بسياستها ولم تسن لهم قوانين تلزم بها أصحاب المؤسسات كي تحفظ لهم كرامتهم وتضمن استقرارهم النفسي والمادي.
استمرت الدولة في سياساتها الرامية لضرب مجانية التعليم وخوصصته وتفويضه كباقي القطاعات. فكان آخر إبداعاتها ما يسمى بالتعاقد. فبين العقدة والتعاقد ثلاثة حروف مشتركة ع -ق- د . أما حرف التاء فهو مختلف فيه. ففي الأولى مربوطة وفِي الثانية مبسوطة. وفي الأولى أتى متأخرا وفِي الثانية أتى متقدما. وفِي ذلك دلالات كبيرة ومعانٍ عميقة.
لكن ما يهمني هنا هو المشترك الأكبر بينهم والمتمثل في ضرب رمزية الأستاذ و واستهداف قيمته المجتمعية.