اخر الأخبار

البركة فراسك

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 10/03/2015 على الساعة 17:35 - 1849 مشاهدة

 

“البركة فراسك” و “الله يبدل المحبة بالصبر” و “الله يرحمها و يرحم جميع المسلمين” جمل ترددها العزايات على مسامع اهل الفقيدة “الغالية”.images (6)

كانت جارتها عزيزة برفقة نساء الحومة اللواتي اخترن وسط الصالون الكبير و بدأن بالخوض في الحديث عن خصال و افعال “الغالية” كانت علامات الحزن تظهر على بعضهن في ما كان البعض الاخر يتصنع الألم و الاسى على فراق جارتهن.

كن منشغلات برصد و تتبع المعزيات و التدقيق في وجوههن, هل هن باكيات ام منافقات مثلهن يقمن بالتدقيق في نوع الجلابة و عند من خاطتها و ماركة الوشاح هل هو ” سينيي” او من “الجوطية” لا يغادرن اي صغيرة او كبيرة.

“كانت مراة ظريفة ” سكوتيه” “حشوميه” ما تسمعش كلمة العيب من فمها” حسب ما ترويه بحسرة جارتها “عزيزة” و اردفت قائلة و الدموع تداعب عينيها “:

“كانت معنا فالجمعية و هي اللي كتجمع لفلوس ديال دارة، غادي تخلي بلاصتها،،،”
قاطعتها جارتها “فوزية” :

“و الله يرحمها إلا دارت علاش ترحم، و انا زيدون هاذ الموت ديال “الغالية” مابغاتش تدخل ليا لعقل، واش باقي ااعباد الله شي وحدة بنت المدينة و قاريا كتموت، بالغاز ديال البوطا دلحمام، اويلي، استغفر الله العظيم”
عقبت عليها اخرى كانت جالسة بجنبها :

“انا الي سمعت “الغالية” انتاحرات و بغات تستر شي مصيبة ديراها و تستر حتى عائلتها من الفضيحة، الله يسترنا و يستركم”

و قالت اخرى:

“نعلوا الشيطان العيلات، و الرجوع لله و و اذكروا موتاكم بالخير ما ك اعترفوا عند من تلات” 
حين كثر كلام نساء “الحومة” و كثرة التؤيلات و القراءات حول ظروف و ملابسات وفاة الغالية، كانت الصديقة الوفية للمرحومة و كاتمت اسرارها “بسيمة” منزوية بركن من اركان الصالون و تردد من حين لاخر :

“حسبي الله و نعم الوكيل”

لم تكن تابه لرويات الاخريات على الرغم من تساؤلاتهن و شكوكهن التي ليست ببعيدة عن الواقع و المنطق، كانت شاحبة الوجه تبكي بدون دموع تضرب اخماس في اسداس و تتحسر على موت صديقتها الذي باركته بسكوتها و قبولها لطرطشات الكلام و إشاعات الوليات . كفنت الغالية في ثوبها الأبيض الملطخ بكثرة القيل و القال دفنت في غياهب القبور لتنقل عند عالم الغيب و ما تخفي الصدور.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.