الانسان وحقيقة خلقه… خلق عاقلا ومتعقلا

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 26/11/2014 على الساعة 23:35 - 1415 مشاهدة

1510728_1487878061438099_1922383792_nالكاتبة  امل الفرح

لم يخلقك الله لتكون حثالة … و لا كارثة مجتمعية … خلقك لتكون إنسانا ، مستخلفا في ملكه ، عاقلا ، شريفا ، سويا …

لم يخلقك الله لتمارس دور الدواب ، فلها دورها و لك دور … لها دور الأكل و الشرب و النوم و التوالد … و لك الغريزة ذاتها و الدور المختلف ، لك دور البناء و الإبداع ، و الإبتكار و الاختراع ، و العمل ..
لم ينفخ فيك الله من روحه ، لتكون عبارة عن آلة ، مبرمجة ، مصممة لتطبيق البرنامج المتفق عليه .. و لإقتفاء أثر الموتى و ابتلاع افكارهم و تغليف دماغك بالشمع و استعارة عقول مشايخك و أساتذتك و أهلك و قبيلتك … خلقك لتشتغل بدماغك ، لتفكر و تتأمل و تستنتج و تبرهن و تتفكر به …

لم يخلقني الله لا أنا و لا أنت لنشاركه ربوبيته جل في علاه و نحن أعجز من أن نضمن لأنفسنا النجاة .. فنحتكر صلاحياته و نوكل أنفسنا أربابا فوق البشر ، نفتي بكفر هذا لأنه يستمع لماجدة الرومي ، و بخلوذ تلك في النيران ، لأن شعرها يلامس الهواء ، و بذاك بضمة القبر حتى تخترق عضامه لأنه آمن بحقه في التعبير بما لا يرضي هواك … الله لم يخلقك لتكون إلها كرتونيا مثيرا للشفقة ، خلقك لتكون عبدا ربانيا ، متخلقا بالرحمة .. متجملا بالحكمة ، متعطرا بذكره و الدعوة لسبيله الحسنة … لا متجبرا و لا متسلطا و لا مسيطرا ، و لا حسيبا و لا رقيبا على أحد … فعدى نفسك التي بين جنبيك ، لست مسؤولا عن أحد …

لم يخلقنا الله ، لتبغضني و أبغضك ، لتحقد علي و أحقد عليك … لتحسديني على ساعة من محل فخم و أحسدك على حذاء بكعب … لم يخلقنا الله لنجسد للتفاهة معنى … لم يخلقنا لتتبع عيوب بعضنا و حصر الكون فهادي جات و هادا مشا … لم نخلق لنكون أغبياء … خلقنا لأن الكون في حاجة لمخلوق ، عاقل ، سوي ، متأنسن ، رحيم ، جميل الخلق و راقي المعاملة … ليتقيد زمام أموره و ينوب عن الخالق الأعظم فيه … فيفهم عمق هذا الجمال المحيط بنا ، و يستنبط الحكمة الكامنة بين ثنايا وردة تتفتح و العظمة المتجلية في طفل يحاول المشي متعثرا … و يرتقي بنفسه لينال شرف المهمة … مهمة الإستخلاف !



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.