الانتخابات قريبا..نحن في حاجة الى كرسي كشف الكذب ؟؟

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 21/08/2015 على الساعة 22:46 - 1004 مشاهدة

 


بقلم الكاتب بوزيان حجوط 
كل نص إبداعي أو مقال ساخر لايستفز ذكاء القارىء،ولا يثير فيه زوبعة من الأسئلة المسكوت عنها ، أو سيلا من الادهاش وفضول اللذة ،هو مقال عقيم لا طعم و لاحياة فيه – 
ستبدو مقالتي هاته للكثيرين كما أزعم، ولأول وهلة ، أن صاحبها ربما يعاني من خرف وشيك مبكر .أو به مس سياسي مزمن متأخر، لاينفع معه دواء أوعلاج ؟؟.أو كونه يعاني من فشل ذريع ، ترجمه أحرفه البلهاء كما سيقول عنه البعض الآخر ببساطة شديدة. او أنه لايحب ولايكن العشق للسياسيين المرموقين ببلادنا لا أقل؟؟…. 

وصنف آخر قطعا سيبتسم في سره، وبخبث شديد. وفريق ثالث أكاد أجزم أنهم سيفرحون بي كثيرا، وتثلج صدورهم لمثل هذه الأفكار الجديدة على الساحة السياسية ببلادنا. بعدما كادوا أن ييأسوا من سبات حراك حقلنا السياسي الهرم بامتياز شديد لايظاهيه حتى سبات دببة القطب المتجمد الشمالي والجنوبي معا؟؟؟. 

قد تتوالى الردود ،ومهما اشتدت قساوتها وأعرف هذا جيدا، فيكفيني فخرا واعتزازاأنني أحاول أن اساهم بقسط وافر من وعي الشقي ،ومواطنتي الصالحة أن انجز شيئا لصالح هذا الوطن، بدل أن أكتفي بلعن الظلام وكفى المؤمنين شر القتال كي أعود في آخر النهار، مرتاح البال وكأنني عدت منتصرا وفائزا من حرب مقدسة فاشلة . وصفة الفاشلين هاته لاتغريني كثيرا ولاتثير في الفضول ابدا. 

ترى لماذا استيراد الاف الأجهزة لكشف الكذب لبلادنا و لحكومتنا الغراء؟؟؟. 
إن جوهر مقالتي تحاول أن تقول بكلمات قلائل دون ضجيج أو جعجعة طحين ما يلي :نعم للرجل المناسب في المكان المناسب، نعم لتداول تسيير الشان العام للأصلح ،نعم لمنتهى الحكامة والنزاهة ، نعم لترشيد أسلوب إدارة العمل بروح جديدة. ولا لناهبي المال العام ،واستغلال النفوذ ،الخ… 

تصوروا السيناريو التالي : يتم إصدار قرار ملزم مفاده ما يلي : على كل مسؤل رفيع ( لاافهم شخصيا فكرة من اخترعها). أو زير يريد تحمل مسؤلية تسيير الشأن العام ، أن يمرأولا على جهاز كشف الكذب ، وهو عبارة عن كرسي اعتراف بشكل ما ، وبمجرد أن تجلس عليه ، وتنطق أولى حروفك ، يبدأ بتسجيل كل ذبذبات مخارجك الصوتية ، ويفك بواطن ، أسرار حدائقك الخلفية .إنه بمثابة جهازسكانير فائق الدقة في اكتشاف الاختلالات بمختلف أحجامها سواء بالعملة الوطنية أو الدولار والين أيضا. (يصور ويكشف ( المستور )وكل شيء ،ولا يترك شيئا للصدفة. ولايمكن أن يترك اية مساحة رمادية ، هو كاسح ومخيف خصوصا لناهبي المال العام ، وأصحاب الصفقات المشبوهة ، وذوي الروح المنعدمة ، ومذهل في تقصي حقائق ( وما خفي كان أعظم ) .هو يدقق في كل شيء من أول دخولك لموقع المسؤلية وتسيير الشأن العام وهو يحصي أنفاسك خطوة خطوة. صارم ، موضوعي ، لايجامل. 

أكاد أجزم مرة أخرى أن كثيرا من سياسيينا ومنتخبينا ومستشارينا سيتركون مقاعدهم الوثيرة بغتة ، دون سابق إشعار. ويفرون حتى من مكاتبهم الفخمة إلى غير رجعة،متى علموا وتيقنوا أن كرسي الاعتراف هذا ، كرسي كشف جهاز الكذب لآمفر منه. إنه كابوس مزعج بالنسبة لهم، إنه ثمزا ، 
سترى أفواجا وأفواجا معتبرة من الطبقة السياسية بمختلف أشكالهم وأطيافهم،وهم يقدمون استقالاتهم طواعية وبشكل مدهش ولا يصدق. وستنتعش بشكل سريع سوق الشغل ببلادنا ، وتكاد تختفي أزمة البطالة لتصل إلى أسفل الدرجات والمستويات على المستوى العالمي. ستأتي وفود عديدة تنقل تجربة بلدنا في هذا المضمار. سترتفع اسهم بورصة القيم ، وينتعش الاقتصاد ، وتختفي مظاهر الطبقية بشكل واضح ، ستعم حالة نفسية ممتازة شعور المواطنين ، ستقل حالات الانتحار ، وستختفي فجأة قوارب الموت بلا رجعة. سيتقلص العجز والدين الداخلي والخارجي ، وترتفع معدلات السعادة لدى الشعب…… 

لن تسمع بعد الان ببلدنا عن صفقات مشبوهة ، أواختلاسات بالجملة ، ولن تتكررفي قواميسنا السياسية عبارة ناهبي المال العام ،أو لصوص أعشاب الملاعب المشغوشة مثلا.أينما وليت شطر وجهك السياسي، سترى السياسيين والمنتخبين يجلسون آناء النهار وهم يتصفحون ألبوم صور منجازاتهم التاريخية وبطولاتهم في مراكمة ألأموال ذات يوم، ويحنون الى تلك الأيام الخوالي الرائعة في النهب وسوء استغلال مناصبهم العالية والرفيعة..أما وكرسي كشف الكذب أمام أعينهم، فعن طواعية منقطعة النظير يتخلون عن كل شيء .( إنهم بعبارة أوضح نزهاء رغما عن أنوفهم ؟؟؟). 

كما أنه يمكن تهذيب أداء وزائنا الكرام لو تم الأخذ بنصيحتي الثمينة جدا والغالية، وهي تتلخص فيما يلي: أن تخصص جائزة سنوية لأسوأ وزير في حكومة بلدنا، تحضرها وسائل الاعلام وهي تشاهد ( بأم عينيها ومعها الرأي العام وبشكل مباشر وبحضور كل القنوات الرسمية وغير الرسمية ، نقل أطوار توزيع شهادة وجائزة أسوأ وزير ببلادنا.طبعا ، مع حضور لجان محايدة ومستقلة تماما، وهي تتأبط ملفات ثقيلة بفضائح ومساوىء وزيرنا هذا الذي يتمنى ولو للحظات أن تنشق الأرض لتبتلعه بدون رجعة. ( لنتخيل جميعا كل أعضاء الحكومة ، سيمرون أمام امتحان جهز كشف الكذب وهو يحصي أنفاسهم…ومعدلات درجات نزاهتهم سلبا أو ايجابا…) 

النتيجة المتوقعة بعد مرور عام أو عامين أن تنقرض عن بكرة أبيها أصناف من سياسيينا الفاسدين والقبيحين ، ومنعدمي الضمير والحياء تماما من مشهدنا السياسي. سينقرضون بالمرة ،ويختفون . 

بل من يدري قد نعاني خصاصا مهولا في المستقبل في تحمل المسؤلية داخل دواليب الدولة ، نظرا لهذا الكابوس المزعج واعني كرسي كشف الكذب وتتحقق فكرة ربط المسؤلية بالمحاسبة فعليا لا قولا فقط. 

إن فكرتي سلاح جهاز كشف الكذب ، وجائزة أسوأ مسؤل أو زير ببلادنا ، هما سلاحان فتاكان إن أردنا فعلا أن نمضي قدما نحو مغرب متقدم ونظيف من لصوص المال العام ، وأن تكثر فيه الأيادي البيضاء النظيفة لتبني البلد .فاللهم اشهد أني بلغت. 



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.